بعد مرور ما يقرب من 50 عامًا على بدء فضيحة الدم الملوث في المملكة المتحدة، حصل ضحايا هذه الكارثة الطبية على جزء من العدالة. تم ختم تحقيق استمر ست سنوات في واحدة من أسوأ الكوارث العلاجية في تاريخ الهيئة الصحية الوطنية البريطانية، حيث أصيب أكثر من 30 ألف شخص بفيروس نقص المناعة المكتسبة والتهاب الكبد الوبائي بسبب تلقيهم منتجات دم ملوثة. لا تزال هناك مخاوف واستفسارات حول خطة التعويضات وما إذا كان هناك إمكانية لرفع تهم جنائية.
تشابهت فضائح الدم الملوث في بعض البلدان الأخرى مع ما حدث في المملكة المتحدة، حيث بقى الضحايا في أستراليا دون معرفة تفاصيل حقيقية حول الدم الملوث الذي تعرضوا له. في كندا، تم تسجيل حالات ضحية للفيروسات المتنوعة، مما دفع إلى تغييرات قانونية وجنائية ومطالبة بتقديم تعويضات عادلة.
في الصين، تسببت مراكز جمع الدم غير القانونية في تفشي فيروس نقص المناعة المكتسبة بين المزارعين الفقراء. على الرغم من تدابير الحكومة لحماية إمدادات الدم، إلا أنه تم تصنيف الحالات على أساس خطأ كسبب آخر بدلاً من التسبب المباشر للدم الملوث.
في فرنسا، كان لضحايا الدم الملوث صوت بعد أن تم مساءلة رئيس وزراء سابق ووزراء آخرين بتهمة القتل غير العمد، وفي النهاية تم تبرئتهم. غير أن الوزير الأول المسؤول عن التأخير في تقديم فحص الدم الأميركي لفرنسا تلقى حكماً بالسجن.
في اليابان، انخرطت الحكومة في تسوية قضية الدم الملوث التي أصيب فيها مرضى بالهيموفيليا بفيروس نقص المناعة، وتم الحكم على مسؤولين بسبب الإهمال المهني. في إيطاليا والبرتغال تم تحميل الحكومات المسؤولية عن الفضائح الطبية وتم إصدار أحكام قضائية ضد الجهات المعنية.
في الولايات المتحدة، توصل مصابون بالهيموفيليا إلى تسوية قانونية مع الشركات المصنعة لمنتجات الدم، بينما أقرت الحكومة بضرورة التمويل التعويضي. تجمعت الدول حول العالم للتصدي لمثل هذه الفضائح ومحاسبة المسؤولين وتقديم الدعم للضحايا.