حقق الموقف الإسباني دعمًا قويًا للجانب الفلسطيني من حيث اعترافه رسميًا بفلسطين كدولة، وهذا الإجراء لفت انتباه المراقبين في حين كانت ردود أفعال دول أخرى أقل تحفظًا. لكن داخل إسبانيا، يرى البعض أن هذا الإجراء لا يكفي ويعتبرونه جزءًا من سلسلة من الخطوات الرمزية. النشطاء الإسبان يؤكدون أن قطع العلاقات بشكل كامل مع إسرائيل يشكل هدفًا مهمًا يجب تحقيقه لوقف الإبادة الجماعية في غزة.
من جانب آخر، يروي خورخي راموس أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة فالنسيا، أن دعم إسبانيا للشأن الفلسطيني كان تقليديًا لكنه ازداد منذ عام 2023، ويرجع ذلك إلى جهود شبكة التضامن ضد احتلال فلسطين والمظاهرات الحاشدة التي شهدتها البلاد. بينما أليس إستابي من ائتلاف “أوقفوا التواطؤ مع إسرائيل” في كاتالونيا تشدد على أهمية إنهاء التواطؤ مع إسرائيل وقطع العلاقات بشكل كامل.
أما دييغو شيكا هيدالغو أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة غرناطة، فيلاحظ أن قرار الحكومة الإسبانية بالاعتراف بفلسطين يهدف إلى تحقيق تأييد شعبي إضافي وتأثير على سياسات الاتحاد الأوروبي. ويرى هيدالغو أن العلاقات بين إسبانيا وفلسطين ستتطور لتشمل تمثيل كامل على مستوى السفارات بين البلدين وزيادة في المساعدات الإنسانية.
من ناحية أخرى، تشدد إستابي على ضرورة مواجهة إسبانيا مع الواقع الفلسطيني بتقديم إجراءات أكثر حزمًا مثل وقف تجارة الأسلحة مع إسرائيل وقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية المعتادة. ويرى راموس أن التصريحات الرمزية لن تكفي وأن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى دعم عملي قوي لتحقيق حقوقه.
في مجمله، يُعتبر الموقف الإسباني الحالي دعمًا قويًا للقضية الفلسطينية وخطوة مهمة في الطريق نحو إنهاء الظلم والاضطهاد الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني. لكن مع تأكيدات على استمرار العلاقات الإسرائيلية الإسبانية، يظل الأمل بتحقيق تغييرات حقيقية وخطوات عملية لوضع حد للمعاناة الفلسطينية وتحقيق العدالة والسلام في المنطقة.