تاريخ الهجرة اليهودية إلى فلسطين يمتد إلى القرن التاسع عشر، حيث بدأت الأعداد تتزايد مع التحفيز الذي تلقته الهجرة من بعض الدول الأوروبية. وبدأت الاستيطان اليهودي الفعلي في فلسطين في عام 1840 مع عرض مشروع لإنشاء دولة عبرية في المنطقة، تحت مظلة القنصليات البريطانية والأجنبية الأخرى التي تسهل دخول اليهود إلى البلاد.
تبنى اللورد بالمرستون في بريطانيا فكرة الهجرة اليهودية إلى فلسطين ودعم إقامة دولة يهودية في المنطقة، وهذا التحرك جاء ضمن سياق الصراعات الاستعمارية بين الدول الأوروبية في القرن التاسع عشر. وقام البريطانيون بتنفيذ هذه الخطة عن طريق قنصلياتهم في فلسطين.
واعتبر سلطان عبد الحميد الثاني أن الهجرة اليهودية تشكل تهديداً لسكان فلسطين، وبدأ باتخاذ إجراءات صارمة لمنع هذه الهجرة والتدخل في معاملات البيع والشراء لضمان عدم استيلاء اليهود على الأراضي. ورفض قوانين ومبادرات عديدة تهدف إلى تسهيل الهجرة اليهودية.
على الرغم من محاولات اليهود ووسطاءهم في الدول الأوروبية المنحى للسلطان بالموافقة على الهجرة وتأسيس دولة يهودية في فلسطين، إلا أن سلطان عبد الحميد بقي صامداً حتى النهاية ورفض كل العروض المغرية التي جاءته. وظلت السلطة في فلسطين تحقق التوازن بين سياسات الحكومة العثمانية وتدخلات القنصليات الأجنبية حتى سقوط الإمبراطورية العثمانية واحتلال فلسطين من قبل البريطانيين.
