كتبت ليز تيريس كتاباً يتناول جوانب من فترتها كرئيسة وزراء في بريطانيا بعنوان “عشر سنوات لإنقاذ الغرب”، وقد تمت مهاجمتها واستنكارها بسبب افتقارها للوعي الذاتي وإسقاطها اللوم على الآخرين في الكوارث التي حدثت خلال حكمها. لكن تجدر الإشارة إلى أن الأفكار التي عبّرت عنها في الكتاب أصبحت شائعة بين بعض الأشخاص على اليمين في بريطانيا والعالم، حيث تعبر عن صراع حول مستقبل التيار المحافظ.
تتضمن أفكار تيريس الاعتقاد بأن العديد من المؤسسات الحكومية قد استولت عليها الأيديولوجية اليسارية أو أصبحت قوية بشكل مفرط، مما يظهر أهمية حدوث تغييرات جذرية. تقترح إلغاء عدد من هذه المؤسسات والاتفاقيات، وهو أمر يُعَد تحدٍ كبيراً يجب التعامل معه بعناية وحذر.
من الجدير بالذكر أن هناك ثمة تحول كبير بين “يمين الوسط” و”اليمين المتطرف”، حيث يُمكن وصف بعض الأحزاب والزعماء الذين يعتبرون أنفسهم محافظين بأنهم ثوريون، ويتجاوز هذا التحول حدود الانتقادات العادية للدولة إلى الدعوة إلى إضعافها أو تغييرها بشكل جذري.
من الواضح أن المشكلات والتحديات التي تواجه تجارب اليمين في بريطانيا وأماكن أخرى تتطلب حلولاً مُتأنية ومتوازنة، بدلاً من اللجوء إلى إلغاء المؤسسات أو الاتفاقيات بشكل كامل. ينبغي للقادة أن يبقوا ملتزمين بالمبادئ الديمقراطية واحترام القانون والمؤسسات القوية كوسيلة لضمان الاستقرار والتقدم المستدام.
