أفاد البنك الدولي في تقرير نشر الخميس أن معدل الفقر في لبنان ارتفع ثلاثة أضعاف خلال عقد واحد ليصل واحد من كل ثلاثة لبنانيين إلى حالة الفقر. يأتي هذا في ظل أزمة اقتصادية حادة تواجهها البلاد منذ عام 2019 وتصعيد الوضع في الجنوب. أظهر التقرير أن معدل الفقر النقدي ارتفع بشكل كبير منذ عام 2012 إلى 44% في عام 2022 في بعض المناطق اللبنانية.
لم تستطع الدراسة الاستقصائية التي أجراها البنك الدولي الوصول إلى مناطق معينة في لبنان بسبب الأوضاع الأمنية، مثل الهرمل شرقاً وأجزاء من الجنوب، حيث يتواصل التوتر بين حزب الله وإسرائيل. كما أشار التقرير إلى تفاوت كبير في مستوى الفقر بين المناطق النائية وبيروت، حيث وصل معدل الفقر إلى 70% في عكار وهناك اعتماد كبير على الزراعة والبناء في هذه المنطقة.
أجبرت الأزمة الاقتصادية الأسر على تبني استراتيجيات تكيف مختلفة، مثل خفض معدل الاستهلاك والنفقات الغذائية والصحية، ما ينعكس على الحياة اليومية ويؤثر على المجتمع بشكل عام. يشدد التقرير على ضرورة تحسين استهداف الفقراء وتوسيع نطاق برامج المساعدة الاجتماعية لضمان توفير الاحتياجات الأساسية للأسر المحتاجة.
يعزو العديد من اللبنانيين تدهور أوضاعهم إلى سوء الإدارة والفساد في الحكومة وعدم كفاءة الطبقة السياسية التي تدير شؤون البلاد. يتطلع الناس إلى تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان من خلال مكافحة الفساد وتحسين إدارة الثروات الوطنية لضمان توزيعها بشكل عادل وفعال.
