أثار قرار الحكومة العراقية تحويل “شعبة الاستخبارات الخامسة”، المعروفة بـ”معسكر العدالة” الذي شهد إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين عام 2006، إلى منتجع سياحي وثقافي ومتحف، ردود أفعال متباينة بين المواطنين. حيث اعتبر البعض هذه الخطوة خطوة تاريخية تطوي فصلا من الظلم والاستبداد في تاريخ العراق، بينما يرون آخرون ضرورة الحفاظ على جانب من هذه المنطقة كشاهد على الانتهاكات التي وقعت فيها خلال الفترة السابقة.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء العراقي عن خطة إعمارية متكاملة للمدينة، تشمل تحويل المنطقة إلى مركز خدمات ومرافق ثقافية ودينية وترفيهية للزوّار. وسيتم ربط هذه المنطقة بالمناطق المجاورة بواسطة جسر معلق حديث وبواسطة قطار.
وتشمل الخطة إقامة مرافق تعليمية وطبية ورياضية وأسواق تجارية تحافظ على تراث المنطقة. ومن المقرر تحويل المبنى الذي كان يستخدم كمقر لـ”الشعبة الخامسة” إلى متحف يحتفظ بالوثائق التاريخية وأدوات التعذيب والشواهد الأخرى التي كانت تستخدم في هذا الموقع.
من جهته، يعتقد المحللون أن هذا القرار ليس له بعد سياسي، بل يأتي ضمن جهود الحكومة العراقية لتطوير المنطقة المحيطة بالكاظمية. ويرى بعضهم أن هذا القرار يعد خيانة للذاكرة العراقية، خاصة وأن العديد من الأشخاص فقدوا حياتهم في هذا الموقع بسبب التعذيب والاعتقالات.
من ناحية أخرى، يرى بعض المحللين أن هذا القرار يعتبر موفقًا، خاصة وأن العاصمة بغداد بحاجة إلى مناطق ترفيهية وثقافية تلبي احتياجات الزوار. ومن المتوقع أن يخلق هذا المشروع منطقة سياحية جديدة تعزز الاقتصاد المحلي وتوفر فرص عمل للسكان المحليين.
هذا القرار يأتي في إطار جهود الحكومة العراقية لتطوير السياحة والبنية التحتية في العراق، وتحويل المنطقة التي كانت تعتبر رمزا للقمع والاستبداد إلى مركز للسياحة والثقافة قد يشكل تحولا هاما في تاريخ البلاد.