هذا العام، وقبل حلول عيد الفصح للطوائف المسيحية في القدس المحتلة، لم تنهمك ساندرا حنّا بالتحضير لهذا العيد كما اعتادت أن تفعل كل عام. رغم أن أسبوع الآلام وسبت النور مخصص للصلوات في الكنائس صباحا ومساء، إلا أن طقوس الفرح ترافق هذه الصلوات وتتهيأ العائلات المسيحية لإحيائها بشكل سنوي. وفي “أحد الشعانين”، التي حلت الأسبوع الماضي، خرجت العائلات المسيحية في مسيرة بلا تحضير للشموع المزينة أو مظاهر الاحتفال التقليدية.
تحرص ساندرا وغيرها من العائلات المسيحية في القدس على إحياء طقوس عيد الفصح وإعداد وجبة العيد مع بعض أفراد العائلة، في ظل منع سلطات الاحتلال إصدار تصاريح خاصة بالعيد لأهالي الضفة الغربية. ورغم أنها تخطط لأداء الصلوات في كنيسة “مار يعقوب” المجاورة لكنيسة القيامة، تعلم جيدا أنها قد لا تتمكن من الدخول لكنيسة القيامة في “سبت النور” بسبب حواجز الشرطة الاحتلالية.
كما تواجه العائلات المسيحية في القدس صعوبة في الوصول إلى كنيسة القيامة وسط التضييقات التي تفرضها السلطات الإسرائيلية، حيث يتوجه الآلاف نحو البلدة القديمة في “سبت النور” آملين الوصول إلى الكنيسة لأداء الصلوات واحتجاز النور المقدس. ورغم سعيهم للمشاركة في هذه التقاليد الدينية، فإنهم يواجهون تحديات كبيرة في الوصول إلى أماكن الصلاة والطقوس في هذا الوقت.
خلال جولة في البلدة القديمة بالقدس، يبدو وضع التجار متأثراً بالأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة التي تواجههم. وبينما يتوجه بعض السياح إلى كنيسة القيامة لأداء الصلوات والإضاءة بالشموع، يظهر أن عدد السياح قد انخفض بشكل كبير خلال هذا العيد المقدس، مما يؤثر على حركة التجارة والسياحة في المدينة.
على الرغم من التحديات التي تواجه المسيحيين في القدس، فإنهم مستمرون في الالتزام بطقوسهم وصلواتهم خلال عيد الفصح، على أمل في تحقيق السلام والراحة في المنطقة. وبينما تظل الصعاب قائمة، يبقى الأمل حيّاً في تحقيق تطلعاتهم وحقوقهم الدينية والإنسانية في القدس وفلسطين. ورغم جميع التحديات، فإن العائلات المسيحية تستمر في إحياء طقوسها وتمضي قدماً بإيمانها في هذا الوقت الصعب.