اعتبرت مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين بشدة مواصلة العدوان ضد الفلسطينيين في قطاع غزة ودمار كل مقومات الحياة هناك، وصدر هذا الإعلان في نهاية اجتماع الدورة الغير عادية للمجلس برئاسة موريتانيا. وحذر المجلس من تداعيات احتمالية اجتياح مدينة رفح من قبل الجيش الإسرائيلي، معتبرين أن ذلك سيؤدي إلى مذبحة جديدة. الدورة أيضا أدانت بقوة الهجمات المستمرة على الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية، والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى.
وطالبت جامعة الدول العربية مجلس الأمن باتخاذ إجراءات ضمن فصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لجعل إسرائيل تلتزم بوقف إطلاق النار وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة. كما دعت لدعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، ورحبت بعودة بعض الدول إلى تقديم المساعدات المالية للوكالة، في حين طلبت من الدول التي وقفت تقديم الدعم استئنافه.
وطلب المجلس من جميع الممثلين العرب الخارجيين بالعمل على تنفيذ القرار من خلال وزارات الخارجية والهيئات المعنية في بلدانهم، ودعا الأمين العام للجامعة العربية لمراقبة تنفيذ القرار وتقديم تقرير عن ذلك في الدورة القادمة. تأتي هذه الإجراءات تعبيرًا عن تضامن الدول العربية مع الشعب الفلسطيني ومطالبتها بوقف العدوان الإسرائيلي وإيصال المساعدات الضرورية لهم.
من جهة أخرى، أثنى المجلس على استعداد بعض الدول لاستئناف دعمها لوكالة “أونروا” وحث الدول الأخرى التي قامت بتجميد دعمها على مواصلة دعم الوكالة. كما أكد المجلس على أهمية تحقيق تضامن وتكافل الدول العربية في دعم الشعب الفلسطيني وحمايته من الأعمال العدوانية التي يتعرض لها.
تجدر الإشارة إلى أن هذا القرار يعكس الغضب والقلق العميق للدول العربية إزاء الوضع الصعب الذي يواجهه الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، وتجنبها من الحلول والتدابير اللازمة للتصدي للأزمة الإنسانية الخطيرة التي يشهدها المنطقة. ومن المهم أن يستمر الدعم والتضامن العربي مع الفلسطينيين في مثل هذه الظروف الصعبة، وأن تتحمل إسرائيل مسؤولياتها القانونية والإنسانية تجاه السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية.