خلال الحرب الوحشية التي شنتها إسرائيل ضد قطاع غزة، لم تكن الحكومة الإسرائيلية تعتقد أن هذه الحرب ستؤدي إلى تصاعد الرفض العام لها على المستوى العالمي، ولا سيما في الجامعات الأميركية التي شهدت تحركات احتجاجية غير مسبوقة ضد الجرائم الإسرائيلية. وقد انطلقت هذه الحركات كرد فعل على الانتهاكات الوحشية التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، وكانت تعبيرا عن رفض الطلاب لهذه الجرائم ومطالبتهم بالعدالة.
وتبدو هذه التحركات الاحتجاجية في الجامعات الأميركية كجزء من “حركة التمرد” ضد المؤسسة وسياساتها، وتأتي هذه الحركات بعد سنوات من الهدوء النسبي وغياب النشاط الطلابي على الساحة السياسية. وعلى الرغم من عدم وجود إيديولوجيا محددة تؤدي هذه الحركات، إلا أنها تعبر عن استعادة الشباب الطلابي للمشاركة السياسية وقدرتهم على التأثير والتغيير.
وعلى غرار الاحتجاجات الطلابية التي شهدتها الولايات المتحدة في أواخر الستينيات، فإن تلك التحركات الحالية حول فلسطين وضد الاعتداءات الإسرائيلية تعكس غضبا وتمردا شبابيا ضد السياسات الظالمة والاعتداءات والاحتلال. ويعكس هذا الغضب الممزوج بحلم بعالم أفضل للشباب ورغبتهم في التغيير والعدالة.
وتذكر هذه التحركات بذلك الوقت من الماضي حيث شهدت الجامعات والشباب حركات احتجاجية شاملة ضد السياسات الظالمة والاعتداءات، مما تسبب في تغييرات كبيرة في مجريات السياسة ودفعت بالمؤسسات لتغيير سياستها. وعلى الرغم من أن مظاهرات الطلاب الحالية قد لا تصل إلى حجم تلك التي شهدتها الستينيات، إلا أن لها تأثيراتها وتداعياتها على الساحة السياسية العالمية.
وتظهر هذه التحركات أيضا تنوعا في المطالب والتحركات في الجامعات الأميركية، حيث يعبر الطلاب عن غضبهم ورفضهم للجرائم والانتهاكات ويطالبون بالعدالة والحقوق لشعب فلسطين. ويشكل انخراط الشباب في هذه التحركات تحديا للسلطات الأميركية وإسرائيل وقد يؤدي إلى تغييرات جذرية في العلاقات الدولية والسياسات الخارجية لكلا البلدين.