في الساعة الثالثة و40 دقيقة من بعد ظهر يوم الخميس، عادت البطريق الأنثى التي تحمل الرقم (999.000000007425712) إلى مستوطنة «ستوني بوينت» للبطريق في جنوب إفريقيا، بعد يوم كامل من البحث عن الغذاء. وكانت تنزلق بسهولة خلال المياه الزرقاء، قبل أن تصعد إلى الصخور نحو العش، حيث يمكث شريكها الذي يحضن بيضتين رماديتي اللون. وقادها سياج بارتفاع ركبة الإنسان نحو جسر عبارة عن ميزان متطور للغاية لقياس وزنها. وعندما غادرت العش في السابعة السادسة و45 دقيقة صباح اليوم التالي، كان وزنها 2.7 كيلوغرام، ولكنها الآن، وبعد الصيد وجمع الغذاء ليوم كامل، ازداد وزنها 285 غراماً.
ستتبادل البطريق الأنثى (999.000000007425712) الأدوار مع شريكها، حيث ستبقى في العش، ويذهب هو بحثاً عن الطعام. وإذا سارت الأمور على ما يرام، فهما يستطيعان العناية بمجموعتين، كل منها بيضتان هذا الموسم، ولكن بالمعدل الحالي عليهما مغادرة هذا العش، والتخلي عن التكاثر لهذا العام. انخفض عدد طيور البطريق الإفريقي بأكثر من 99% خلال 120 عامًا، وبهذا الوتيرة، ستنقرض هذه البطاريق في الحياة البرية بحلول عام 2035.
لوقف تناقص عدد طيور البطريق، قامت منظمتان غير حكوميتين بمقاضاة وزيرة الحراج والثروة السمكية والبيئة باربرا كريسي، مدعيتين أنها فشلت في تنفيذ إغلاق لصيد الأسماك حول ست مستوطنات للبطريق. وتعتبر البطاريق مؤشرًا إلى النظام البيئي، وانقراضها سيكون مدمرًا لصناعة السياحة في جنوب إفريقيا. كما توضح دراسة على مستوطنة للبطاريق في ساحل «بولدرز بيتش» في كيب تاون أنها تسهم بمبلغ كبير للاقتصاد المحلي سنويًا.
اصدرت لجنة الخبراء تقريرًا في يوليو عام 2023 ينص على أن تنفيذ إغلاق على صيد السمك حول مستوطنات البطريق سيكون لصالح الحفاظ على طيور البطريق. على الرغم من بعض التوصيات التي اتخذتها الوزيرة كريسي، إلا أنها حافظت على حالات الإغلاق الموجودة أصلاً. تعد الفريسة عاملًا مهمًا في بقاء الأنواع المفترسة، ولهذا يعتقد خبراء أن الحفاظ على مناطق الصيد المغلقة يساهم في الحفاظ على حياة البطريق.
تشير الدراسات إلى أن هناك عوامل أخرى تساهم في انخفاض تعداد البطريق، مثل تغير المناخ والحيوانات المفترسة والتهديدات المحلية. تظهر البحوث أهمية حظر صيد الأسماك في مناطق البطريق للمساعدة في منع انقراض هذا الطائر البحري الذي يعتبر مؤشرًا للنظام البيئي برمته.
