Smiley face
حالة الطقس      أسواق عالمية

رحبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بقرار الاتحاد الأوروبي تقديم مبلغ مليار يورو كمساعدات مالية للبنان على مدى ثلاث سنوات، بهدف دعم الاقتصاد اللبناني ومنع تزايد أعداد اللاجئين المتوجهين إلى أوروبا. وقد أعلنت فون دير لاين عن هذا القرار بعد اجتماع مع رئيس الوزراء المكلف اللبناني نجيب ميقاتي والرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليديس في العاصمة اللبنانية بيروت. وقالت فون دير لاين إن المساعدات ستقدم بالكامل على شكل منح ويتم توزيعها بحلول عام 2027، لدعم لبنان في تعزيز الخدمات الأساسية مثل التعليم والحماية الاجتماعية والصحة، وتعزيز الإصلاحات الاقتصادية في البلاد. وسيُخصص ثلاثة أرباع من المبلغ الكلي، البالغ نحو 736 مليون يورو، لمساعدة لبنان على التصدي للتحديات التي يواجهها في استضافة اللاجئين السوريين.

تأتي هذه المساعدات بعد موافقة زعماء الاتحاد الأوروبي على مواصلة التعاون العميق مع بيروت في الشهر الماضي، للمساعدة في حمايتها من تداعيات الصراع في الشرق الأوسط، وبعد رفع قبرص للإنذار بزيادة حادة في عدد اللاجئين السوريين الوافدين من لبنان. كما يأتي ذلك بعد سلسلة من الاتفاقيات الموقعة خلال العام الماضي بين بروكسل ودول أفريقية في محاولة لاحتواء التهجير نحو أوروبا. تجعل الأزمة الاقتصادية العميقة والحكومة الهشة للبنان غير مستقرة تجعل البلاد عرضة بشكل خاص للاستقرار المتأرجح في المنطقة عقب الحرب بين إسرائيل وحماس. وهو البلد الذي يضم نحو 210 ألف فلسطيني و1.5 مليون لاجئ سوري.

أعلنت قبرص في بداية أبريل أنها ستوقف مؤقتاً معالجة طلبات اللجوء بسبب زيادة وصول اللاجئين السوريين القادمين عبر لبنان ومحاولتهم الوصول إلى الجزيرة، التي تبعد 260 كيلومتر فقط من الساحل اللبناني في البحر الأبيض المتوسط. ووصل أكثر من ألف شخص إلى قبرص عبر قوارب من لبنان خلال الأسبوعين الأولين من أبريل، مما أدى إلى تكدس مراكز اللاجئين والاستقبال على الجزيرة. وأثنى نجيب ميقاتي، رئيس الوزراء المكلف اللبناني، على الرئيس القبرصي كريستودوليديس لوساطته في تحقيق هذا الاتفاق التاريخي.

جاءت التصريحات بعد إعلان فون دير لاين عن اقتراح تكثيف العمل مع شركاء مثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين على عودة اللاجئين بشكل طوعي، حيث يتم دعم اللاجئين الراغبين في العودة إلى بلدانهم بالرغم من اعتبار الوكالة المتحدة لشؤون اللاجئين أنها غير آمنة بالنسبة لهم. كما دعت إلى التفكير في بيان مؤتمر القمة الأخير لزعماء الاتحاد الأوروبي بخصوص إعادة النظر في وضع بعض المناطق في سوريا كمناطق آمنة لتسهيل عودة المهاجرين واللاجئين. وتحدث كريستودوليديس أيضا عن وجوب التنسيق مع وكالة فرونتكس الأوروبية المكلفة بحماية حدود الاتحاد الأوروبي.

واستعرض كريستودوليديس وفون دير لاين التهديد الذي يشكله صراع إسرائيل وحماس على أمن لبنان. وعبرت فون دير لاين عن قلقها العميق بشأن الوضع القائم في جنوب لبنان، حيث أشارت إلى أن الأمن لا يمكن الفصل بينه وبين إسرائيل. وطلبت تطبيق قرار للأمم المتحدة يدعو إسرائيل إلى انسحاب قواتها من الخط الأزرق، الحدود بين لبنان وإسرائيل. وأثنى كريستودوليديس على الإعلان الذي قدمته فون دير لاين ووصفه بأنه “تاريخي”، مشددا على أن هذه المنح المالية ستعالج وضعا غير مستدام لكل من لبنان وقبرص والاتحاد الأوروبي، نظرا للضغوطات الهائلة التي تفرضها ضمنياً استضافة لبنان لعدد كبير من اللاجئين السوريين.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.