أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء الإجراءات القاسية التي تتخذها قوات الأمن الأميركية خلال محاولات تفريق احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعات أميركية. وأكد المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، على ضرورة احترام حرية التعبير والحق في التجمع السلمي، مشيرا إلى أن السلطات اتخذت إجراءات فظة لتفكيك المظاهرات. وفي واقعة مثيرة للجدل، قامت شرطة مدينة نيويورك بإقتحام حرم جامعة كولومبيا واعتقال العديد من الطلاب المتضامنين مع فلسطين.
تم اقتياد العشرات من الطلاب المحتجين خارج حرم جامعة كولومبيا، حيث كانوا يعتصمون للتنديد بالهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة. وردد الطلاب هتافات داعمة لفلسطين ومنددة بالعنف الإسرائيلي. كما واجهت شرطة سان فرانسيسكو اعتصاما سلميا بالقوة، مما أثار الانتقادات والانزعاج من استخدام العنف ضد المتظاهرين.
بدأ الاحتجاج في جامعة كولومبيا بداية، ولكن انتقلت المظاهرات إلى عشرات الجامعات الأميركية الرئيسية مثل هارفارد وجورج واشنطن ونيويورك وييل ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ونورث كارولينا. وتمتد المظاهرات أيضا إلى دول أخرى كفرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند، حيث شهدت جامعات هذه الدول تظاهرات احتجاجية تطالب بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.
تعد هذه المظاهرات واسعة الانتشار في جامعات عدة دول استمرارا للمظاهرات في الولايات المتحدة، وتعكس دعما دوليا للفلسطينيين ورفضا للعدوان الإسرائيلي على غزة. وقد توسعت حركة المظاهرات غير المسبوقة في الجامعات الأميركية إلى دول أخرى، مما يظهر وحدة الدعم العالمي للنضال الفلسطيني ضد الظلم والاحتلال.
رغم التصاعد العنيف للاحتجاجات وتدخل قوات الأمن، يظل الأمل معلقا على استمرار الدعم الدولي للقضية الفلسطينية وتحقيق العدالة والسلام. تعكس هذه المظاهرات الشعور القوي بالضلم الذي يعاني منه الفلسطينيون، وتنقل صوت الغضب والاستنكار العالمي للحروب والهجمات الإسرائيلية على غزة والضفة الغربية.
في النهاية، تجسد هذه الاحتجاجات آمال الشعوب العربية والإسلامية والعالمية في نيل العدالة وتحرير الفلسطينيين من الاحتلال والحصار. وتسلط الضوء على ضرورة دعم الحركة الدولية لحقوق الإنسان والعدالة والمساواة لجميع الشعوب تحت شعارات الحرية والكرامة والعدالة والسلام.