أعلن الصليب الأحمر الكيني أن منطقة كيميندي باتت منطقة خطر بعد انهيار أرضي فيها ليلة الثلاثاء، نتيجة الأمطار الغزيرة المرتبطة بظاهرة النينيو. ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات حتى الآن. جراء الأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد، حدثت فيضانات واسعة النطاق في جميع أنحاء البلاد. وعلى الرغم من تراجع حدة الأمطار وفقًا لإدارة الأرصاد الجوية الكينية، لا تزال آثارها واضحة، بما في ذلك الانهيار الأرضي في كيميندي. وكانت ماثاري بين المناطق الأكثر تأثرًا، حيث اضطر النهر إلى فاض عن ضفتيه، مما أدى إلى وفاة أكثر من 30 شخصًا وتدمير العديد من المنازل بجانب النهر.
أكد الصليب الأحمر الكيني صباح أمس أنه تم تحديد منطقة الانهيار الأرضي في كيميندي على أنها منطقة خطر، وأعلن أن هناك عددًا من الأشخاص ما زالوا في عداد المفقودين. كما أظهرت الأحصاءات الحكومية الأخيرة أن الأمطار الغزيرة والفيضانات التي شهدتها البلاد منذ أواخر مارس أدت إلى وفاة ما لا يقل عن 289 شخصًا وتشريد حوالي 285 ألفًا. وتأتي هذه الحوادث في إطار موجة من الفيضانات والانهيارات الأرضية التي تجتاح البلاد نتيجة الأحوال الجوية السيئة.
تعتبر حادثة انهيار الأرضي في كيميندي واحدة من سلسلة الكوارث الطبيعية التي ضربت كينيا في الفترة الأخيرة، وأسفرت عن وفاة العديد من الأشخاص وتشريد الآلاف. وفي حادثة منفردة، لقي ما لا يقل عن 61 شخصًا حتفهم في أواخر أبريل بعد انهيارات طينية وفيضانات مفاجئة في بلدة ماي ماهيو وسط كينيا. ومع تأكيد الهيئات الرسمية لتراجع حدة الأمطار، إلا أن آثار هذه الكوارث لا تزال مستمرة، ما يستوجب اتخاذ إجراءات احترازية لتجنب المزيد من الخسائر البشرية والمادية.
من الجدير بالذكر أن الأحوال الجوية السيئة التي تشهدها كينيا جزء من ظاهرة النينيو، التي تتسبب في اضطرابات جوية في مناطق مختلفة حول العالم. وتؤثر هذه الظاهرة الطبيعية على نسق الأمطار وتسبب فيضانات وانهيارات أرضية في بعض البلدان. وفي حين أن انتهاء ظاهرة النينيو سيعود الأمور إلى طبيعتها، إلا أن التداعيات الخطيرة لها تظل تهدد البشرية والبيئة، مما يستدعي إجراءات عاجلة وفعالة للتصدي لها وتقليل الخسائر المحتملة.
تتطلب تلك الحوادث الكوارثية تعاونًا دوليًا وتضافر الجهود من أجل مواجهة تداعياتها وخفض تأثيرها على السكان المتضررين. وتبرز أهمية تعزيز التخطيط الحضري والبنية التحتية في تلك المناطق للتصدي للكوارث بفعالية وحماية السكان من خطر الكوارث الطبيعية. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي على الحكومة والجهات المعنية اتخاذ إجراءات وقائية وتوعية السكان عن خطورة الظواهر الطبيعية وطرق التصرف السليم في مواجهتها.
