في بداية الحرب في غزة، استرق الفلسطيني سعيد المقادمة النظر من نافذة شقته ليرى جيرانه يفرون شبه عُراة وأصوات الانفجارات تملأ الهواء. كان المقادمة يعيش في شقة بالقرب من مجمع الشفاء الطبي، وقد تم تدمير منزله السابق في الرمال الجنوبية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي. بعد حصار دام 5 أيام، داهم جنود الاحتلال شقته وبدأوا بالتحقيق مع أسرته، حيث تعرض ابنه الطبيب أحمد لتعذيب وكسر بعض أضلاع جسده.
بعد التحقيق، أمر الجنود سعيد وأحمد بخلع ملابسهما والنزوح جنوباً. وبينما كانوا في الطريق، شعروا بآلام شديدة بسبب التعذيب، وعندما قرر سعيد البقاء في غزة، قرر أحمد الانتقال إلى الجنوب لرؤية زوجته وأطفاله النازحين هناك. في الطريق، سُمع صوت إطلاق نار، وبعد ساعات من البحث والقلق، اكتشف سعيد جثتي زوجته وابنه بجواره بعد تعرضهما لإطلاق نار من القوات الإسرائيلية.
تتقاسم الطبيبة إسراء عبد الهادي الفاجعة مع حماتها، فبعد فراق أحمد تعيش الحزن والصدمة، ولا تجد الجرأة لتخبر أطفالها بمصرع والدهم. وتصف أبنتها وزوجها بالتضحية والتفاني حيث كان أحمد طبيب تجميل يخدم المرضى بلا كلل، بينما كانت يسرى مدرسة رياضيات ومناضلة لأعمال الخير والتطوع. إن فقدانهما كان ضربة موجعة للقطاع، خاصة أن أحمد كان يعمل في مجال نادر ومهم.
بعد انتهاء الحرب وانسحاب الجيش، بدأت عائلة المقادمة رحلة البحث عن جثامين زوجة وابنهما. بعد عدة أيام من البحث، وجدوهما مقتولين جراء إطلاق نار من الاحتلال. يعيش سعيد الثاكل تحت وقع الصدمة والحزن، ويطالب بتحقيق دولي نزيه لمعرفة حقيقة جريمة إعدام عائلته وغيرها من جرائم الإبادة الأخرى. يتذكر سعيد أحمد كطبيب ويسرى كمعلمة وكافلة، ويشعر بالفقدان الكبير لتضحياتهما وعطاءهما.
في النهاية، فقد الأب سعيد أحمد ويسرى وحرم من مستقبل وعائلة، وفقد زوجته أحمد الذي كان يعمل في مجال الطب التجميل، مما تسبب في نقص بارز في هذا المجال بالقطاع. تبقى إسراء وأطفالها في الحزن والصدمة، بينما يعيش سعيد في حزن لا يوصف لتضحية أحمد ويسرى من أجل خدمة المجتمع والإنسانية.















