أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أن البلاد الأوروبية تسعى إلى “السلام والأمان والازدهار” في الشرق الأوسط. وقد أشاد سانشيز بقرب اعتراف بلاده بالدولة الفلسطينية، معتبرًا قرار الحكومة المتوقع بالموافقة عليه حدثًا “تاريخيًّا”. وأكد أن إسبانيا تنضم إلى أكثر من 140 دولة حول العالم “جاهزة للاعتراف” بفلسطين. وأكد أن اعتراف الدولة الفلسطينية ليس مسألة عدالة تاريخية فقط للشعب الفلسطيني، ولكنه ضرورة ملحّة لتحقيق السلام الحقيقي. وأوضح أن قرار الحكومة يتماشى مع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 242 و338، بالإضافة إلى موقف إسبانيا ضمن الاتحاد الأوروبي.
وأضاف سانشيز أنه من الضروري أن تجد فلسطين مكانها الناسب في المجتمع الدولي، مؤكدًا أن هذا الاعتراف لا يعني أن إسبانيا لم تعد حليفًا لإسرائيل. وشدد على أن اعتراف فلسطين ليس ضد أي شخص، وخاصةً إسرائيل، وصفتها بأنها دولة صديقة. وفي الإعلان عن القرار، أدان سانشيز أيضًا أفعال حماس، ووصفها بـ “منظمة إرهابية” تعارض الحل الذي يرتكز على تقديم تنازلات في الأراضي.
وأعلنت الحكومة الإسبانية دعمها للسلطة الوطنية الفلسطينية في “عملية الإصلاح” التي بدأتها حكومتها الجديدة. وأشار سانشيز إلى أن إسبانيا ستواصل العمل مع شركائها العرب والمجتمع الدولي الملتزم بالسلام والازدهار في المنطقة، بهدف جعل الحل الثنائي عمليًا. واعتبر أن القرار يعكس مسؤولية بلاده في البحث عن السلام والأمان والازدهار لجميع الشعوب وفقًا لمبادئ دستورها الوطني.
ويأتي هذا القرار بينما تخطط أيرلندا والنروج للاعتراف بشكل رسمي بالدولة الفلسطينية يوم الثلاثاء. وعلى الرغم من أن العديد من الدول قد اعترفت بالدولة الفلسطينية، فإن أي من القوى الغربية الكبرى لم تفعل ذلك. ولا يزال غير واضح ما الفارق الملموس الذي سيحدثه الاعتراف من جانب أيرلندا، إسبانيا والنروج غير العضو في الاتحاد الأوروبي.
ومع ذلك، فإن الاعتراف يعد إنجازًا كبيرًا بالنسبة للفلسطينيين، الذين يعتقدون أنه يضفي الشرعية الدولية على صراعهم. وسبق لوزير الخارجية الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، أن اتهم إسبانيا بـ “مكافأة الإرهاب” من خلال الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وأكد أن لا أحد سيجبرنا على تحويل ديننا أو تهديد وجودنا. ورفض وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريز، التعليقات، قائلًا إن زملائه من أيرلندا والنروج كانوا “يتلقون استفزازات غير مبررة تمامًا ولا يمكن مسوغها على الإطلاق من نظيرنا الإسرائيلي” بسبب تخطيطهم للاعتراف بفلسطين.
وقد أعلن رئيس الوزراء السلوفيني، روبرت جولوب، أن حكومته ستقرر بشأن الاعتراف بدولة فلسطين يوم الخميس وبعد ذلك ستقدم قرارها إلى البرلمان للموافقة النهائية. وكانت سلوفينيا قد بدأت إجراءات الاعتراف في وقت سابق من هذا الشهر، وكان جولوب يواجه ضغوطًا لتسريع العملية بعد إعلان إسبانيا والنروج وأيرلندا عزمها المضي في هذا التوجه. وقد أعلن رئيس السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، دعمه للمحكمة الجنائية الدولية، التي تسعى مدعيتها العامة لإصدار مذكرة اعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعدد آخر من الأفراد، بما في ذلك قادة حماس. وأدلى بوريل، بتصريحات تأييد واضحة للمدعي العام للمحكمة، الذي واجه انتقادات بشدة سابقًا بسبب طلبه الإعتقال بحق مسؤولين كبار في إسرائيل وحماس. وندد بوريل بالتفاهمات التي تعرض لها المدعي، مؤكدًا أن استخدام التعبير “معادي للسامية” غير مبرر تمامًا.
إسبانيا تعترف بدولة فلسطينية في قرار “تاريخي”
مقالات ذات صلة
مال واعمال
مواضيع رائجة
النشرة البريدية
اشترك للحصول على اخر الأخبار لحظة بلحظة الى بريدك الإلكتروني.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.