تستمر مشاهد القطع البحرية الرابضة قبالة شاطئ وسط قطاع غزة في إثارة الاستغراب لدى الناس، مثل أم فادي أبو صقر، التي تبلغ من العمر 70 عاما وتشاهد ثلاث سفن كبيرة تقف ثابتة على بعد خمسة كيلومترات من الشاطئ، بالإضافة إلى سفينة بحجم أصغر تتحرك بين السفن والرصيف العائم. يعود هذا المشهد إلى انشاء الجيش الأميركي لميناء عائم قبالة ساحل وسط القطاع لنقل المساعدات الإنسانية لسكان غزة.
الولايات المتحدة أكدت أن الميناء العائم يهدف لنقل المساعدات الإنسانية لسكان غزة، ولكن الفلسطينيين يشككون في هذا الهدف ويرون أن هناك أهداف سرية أخرى خلف المشروع، مثل سرقة الغاز الفلسطيني الذي يقع في المياه الإقليمية قبالة شاطئ غزة. يتم نقل المساعدات إلى الرصيف العائم وتفريغها هناك من قبل السفن الأميركية ومن ثم يتم نقلها بشاحنات إلى مخازن تابعة للأمم المتحدة.
الفلسطينيون يتجمعون شمالي مخيم النصيرات لمراقبة حركة العمل في الرصيف العائم، بالرغم من عدم القدرة على الاقتراب من الميناء نظرا للوجود الإسرائيلي في المنطقة والتهديدات التي تحدثها المحاولات الفلسطينية للوصول إلى الميناء. يعتقد الكثيرون أن المشروع يهدف إلى تحقيق أهداف سياسية أكبر وأنه سيصبح جزءا من العلاقات بين الدول المشاركة في المنطقة بعد انتهاء الحرب.
تم نقل كميات متدنية من المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم حتى الآن، مما يثير التساؤل حول فاعلية هذا المشروع في تلبية احتياجات القطاع. تقدر القدرة الحالية للرصيف بـ 90 شاحنة يوميا، وهو رقم متدني مقارنة بالاحتياجات السابقة للقطاع. يعتقد البعض أن وراء هذا المشروع تخطيط لتطويره لاحقا ليصبح ميناء دائم يستخدم بعد الحرب لعمليات تجارية.