قبل تصويت الأمم المتحدة على إنشاء يوم سنوي لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية، زار وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن ونائبه فيسنتي نيث التابعين له مدينتي سربرنيتسا وسراييفو في البوسنة. كانت هذه الزيارة بمشاركة وزيرة أوروبا في المملكة المتحدة نسرات غاني والسفير البريطاني جوليان ريلي. ويواجه القرار الذي تدعمه ألمانيا ورواندا معارضة من الرئيس الصربي المونتيغري ميلوراد دوديك والرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، اللذان ينكرون الإبادة الجماعية على الرغم من تحاكمهما أمام محكمة الأمم المتحدة.
وأثناء تواجدهم في مدينة سربرنيتسا، ألقى الوفد الضوء على الأهمية الحقيقية للحفاظ على ذكرى الضحايا وتعزيز الوعي بالمأساة التي شهدتها المنطقة خلال حرب البوسنة في التسعينيات. وأعرب بلينكن عن دعمهم لتكريم ضحايا الإبادة الجماعية وإقامة يوم سنوي للإحياء التذكاري في ذكراهم. وقال إن العالم بأسره يجب ألا ينسى مثل هذه الأحداث المأساوية ويجب أن يعمل على منع حدوثها مرة أخرى.
كما تتسم هذه الزيارة بأهمية كبيرة من الناحية السياسية، حيث تعتبر ذكرى الإبادة الجماعية في مدينة سربرنيتسا وسراييفو عاملاً مهماً في تاريخ البلقان والتحول الديمقراطي الذي شهدته المنطقة بعد نهاية الحرب. وتأتي هذه الزيارة في سياق توتر سياسي يجري فيه الحديث عن حاجة المنطقة إلى مزيد من التوحيد وتحقيق العدالة لضحايا الحرب.
من المتوقع أن يصوت مجلس الأمن الدولي على القرار لتكريم ضحايا الإبادة الجماعية في البوسنة. ومن المحتمل أن تواجه هذه الخطوة معارضة من بعض الدول الداعمة للبلقان التي لا تزال تنكر وتنكر الجرائم التي ارتكبت خلال فترة الحرب في التسعينيات.
في هذا السياق، لا تزال الحاجة ملحة لتذكير العالم بأهمية الحفاظ على ذاكرة الإبادة الجماعية وتعزيز الوعي بالأحداث التي وقعت في البوسنة والهرسك خلال الحرب. ويعتبر تكريم ضحايا الحرب وتذكير العالم بمأساتهم جزءاً مهماً من العملية العالمية لمنع تكرار مثل هذه الجرائم البشعة.
وتأتي زيارة وفد الأمم المتحدة والمملكة المتحدة إلى بلدان البلقان في وقت يعاني فيه العالم بأسره من تصاعد الصراعات وانتهاكات حقوق الإنسان. ويعد تكريم ضحايا الإبادة الجماعية في البوسنة جزءاً من الجهود الرامية إلى زيادة الوعي بأهمية حقوق الإنسان ومنع حدوث الجرائم ضد الإنسانية في المستقبل.