تجمعت الأدلة والبراهين التي قدمتها الصحفية غريس هالسل في كتبها حول العلاقة الوثيقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل من خلال العقائد المسيحية البروتستانتية التي تغلغلت في العقل السياسي الأميركي. وتظهر هذه العلاقة من خلال التصريحات الدينية والسياسية لكبار الساسة الأميركيين، مثل رؤساء الوزراء والقساوسة الأميركيين الذين دعموا إسرائيل وتعاونوا معها بشكل مطلق. وتبرز أيضا الدعم المالي الضخم الذي قدمته الولايات المتحدة لإسرائيل منذ عام 1948، والذي بلغ 83 مليار دولار حتى عام 1995.
وتركز هالسل في كتبها على تحليل العقائد الدينية التي شكلت جزءًا كبيرًا من القرارات السياسية الأميركية تجاه إسرائيل، وبينت أن العلاقة بين البلدين لا تقتصر على الجوانب الدينية فقط، ولكن تمتد لتشمل المصالح السياسية والإستراتيجية والاقتصادية. كما أكدت أن التحالف بين الصهيونية المسيحية والصهيونية اليهودية كان أحد أسباب تعزيز هذه العلاقة المتينة.
ومن خلال دراستها، اكتشفت هالسل أن النبوءات التوراتية والإنجيلية كانت تلعب دورًا مهمًا في صياغة سياسات الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط، حيث اعتمد القادة الدينيين والسياسيين على هذه النبوءات في صنع قراراتهم السياسية. ومن خلال مثل هذه النبوءات، كانت تعزز العلاقة المتينة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وتجعل الدعم لها أمرًا ضروريًا من وجهة نظر هؤلاء الساسة.
وفي نهاية المطاف، يصبح من الواضح أن الدعم الأميركي القوي لإسرائيل لا يعود إلى العلاقة الدينية فقط، بل يمتد ليشمل العديد من الجوانب الاقتصادية والسياسية والتاريخية. وعلى الرغم من وجود تأثير كبير للعقائد الدينية البروتستانتية في صياغة العلاقة بين البلدين، إلا أن هناك عوامل أخرى كانت تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز هذه العلاقة وجعلها مستمرة وثابتة على مر السنين.