ولُد يوسف قنديل في لندن بعد وقوع مجزرة قرية الدوايمة التي ارتكبتها العصابات الصهيونية خلال النكبة الفلسطينية عام 1948. تركت هذه المذبحة ذكريات مؤلمة في عائلته، وورث يوسف من والديه رغبة في نشر وتوثيق هذا الحدث الذي لم يحصل على الاهتمام الكافي عبر السنوات.
قنديل يعزو نسيان المجزرة إلى خطأ املائي حدث أثناء إبلاغ الأمم المتحدة عن الحادث، حيث ذهب الإخطار إلى الخليل بدلاً من الدوايمة، مما أدى إلى جدل حول حقيقة وقوع المجزرة. تعرضت القرية لهجوم بعد صلاة الجمعة، ما أدى إلى وفاة مئات الأشخاص بين المصلين وزوار السوق.
يوثق الدكتور سلمان أبو ستة، المؤرخ الفلسطيني، المجزرة باعتبارها واحدة من أكبر المذابح التي ارتكبتها العصابات الصهيونية خلال تلك الفترة. كتيبة “البالماخ” 89 كانت المسؤولة عن التنفيذ، وقتلت العديد من المسلمين داخل المسجد وفي السوق. يروي قنديل قصص النجاة التي شهد عليها شهود عيان، مؤكداً وحشية الهجوم.
تختلف التقديرات حول عدد الضحايا، حيث تشير بعض التقارير إلى مقتل ما يقرب من 200 شخص في المسجد و500 في المجزرة بشكل عام. تحاول الجهات الإسرائيلية نفي حدوث المجزرة وتقديم شهادة جندي إسرائيلي واحد فقط كدليل.
قم يوسف قنديل بنشر وتوثيق مجزرة الدوايمة من خلال تدشين نصب تذكارية في المملكة المتحدة، مثل نصب مفتاح العودة ونصب على شكل شاهد قبر. تعاون قنديل مع الباحث شوري مولوي لتجميع شهادات من أبناء الناجين وبناء نموذج معماري للقرية قبل المجزرة.
يشجع قنديل الجالية الفلسطينية على توثيق مثل هذه الحوادث الباطلة، ويعتبر أن تدشين النصب التذكارية يساهم في توعية الناس وإلحاحهم على تذكر هذه الأحداث المؤلمة التي شهدتها فلسطين. تقدم السلطات المحلية دعماً لتنفيذ مثل هذه المشروعات التذكارية على أرضها، ما يعزز دور النشطاء والنقابات في إحياء ذكرى الأحداث التاريخية.