أكد الدكتور محمد عبد الحميد، مستشار الجودة البيئية في هيئة البيئة-أبوظبي، أن المياه الجوفية تعتبر المصدر الرئيسي للمياه في إمارة أبوظبي، حيث تستخدم في الري والزراعة والغابات والمتنزهات. وتتجه الجهات المعنية نحو دعم استدامة المياه الجوفية من خلال مراقبة الخزانات الجوفية وتقييم حجم المخزون وتحديد الاستخدامات، بالإضافة إلى تنفيذ الشحن الاصطناعي للمياه التحلية لتكوين مخزون استراتيجي من المياه العذبة للاستخدام في الطوارئ.
ويتمثل دعم الاستدامة في استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في الري، وتأهيل الآبار غير المستغلة لزيادة كفاءة الاستخدام. كما تقوم الحكومة بتنفيذ برنامج الصيانة الوقائية للآبار لضمان سلامتها وصلاحيتها للعمل في أي وقت، وتنفيذ برنامج الصيانة على أكثر من 100 بئر خلال العام. وبالتالي، يعتبر القطاع الزراعي المستهلك الرئيس للمياه الجوفية بكميات تقدر بحوالي 1480 مليون متر مكعب سنوياً.
تلعب عوامل عديدة دوراً رئيسياً في زيادة استهلاك المياه في إمارة أبوظبي، مثل زيادة عدد السكان، والنمو الاقتصادي، والتغييرات في أنماط الحياة، والحاجة إلى زيادة معدل الاكتفاء الذاتي من الغذاء. وتتجه الحكومة نحو المحافظة على المياه الجوفية كمصدر استراتيجي للمياه للأجيال القادمة. إن الجهود المستمرة في مراقبة وتقييم وتأهيل الآبار الجوفية تعد حجر الزاوية في تحقيق الاستدامة.
في المشروع الحالي، تهدف هيئة البيئة-أبوظبي إلى تنفيذ برنامج الصيانة الوقائية للآبار غير المستغلة بعد مرور 5 سنوات على تأهيلها. وبالتالي، يتم إعداد الآبار وتنميتها وتأهيلها لتكون جاهزة للاستخدام في أي وقت، وتكون مستدامة بشكل منتظم من خلال الضخ المتدرج وتنظيف البئر لتحافظ على جودة المياه الموجودة فيها.
يعمل القطاع الزراعي على تحفيز زيادة استهلاك المياه الجوفية في إمارة أبوظبي، وتلعب العديد من العوامل دوراً في هذه الزيادة، مما يستدعي اتخاذ إجراءات للمحافظة على هذا المصدر الهام. بالتالي، تتجه الحكومة نحو دعم الاستدامة وتحقيق الاستقرار في استخدام المياه الجوفية لضمان توفيرها للأجيال القادمة.
في الختام، يعكس العمل على الحفاظ على الموارد المائية الجوفية في إمارة أبوظبي التزام الحكومة بالاستدامة والمحافظة على الموارد الطبيعية لتلبية احتياجات الحاضر والمستقبل. وتعتبر المياه الجوفية مصدراً حيوياً للمياه في الإمارة، ويتوجب على الجميع المساهمة في الحفاظ عليها والتصرف فيها بحكمة لضمان استدامتها للأجيال القادمة.
