شدد المشاركون في مؤتمر دولي على أهمية فهم التحولات العميقة التي تشهدها بنية العلاقات الدولية في الشرق الأوسط بعد أحداث عام 2011 وجائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية. وأكدوا على ضرورة تطوير مقاربات دقيقة لفهم الظواهر السياسية والاجتماعية في العالم العربي الحالي بشكل أعمق، حيث انعتقت المجتمعات العربية من تأثير الأيديولوجيا الإسلاموية وباتت تتبنى اتجاهات قومية محافظة.
تم عقد المؤتمر “العالم العربي الحالي” ضمن فعاليات الكونجرس الـ91 للجمعية الفرنكوفونية للمعرفة في كندا، بمشاركة خبراء وأكاديميين وباحثين ومتخصصين في مجالات مختلفة. وقد أوضح البروفيسور دومينيك أفون من المدرسة العليا للدراسات العملية في باريس أهمية تطوير مقاربات متعددة التخصصات للتعامل مع موضوعات البحث الرئيسية في العالم العربي بشكل شامل.
يشير المشاركون إلى أن المجتمعات العربية تمكنت من نبذ الأيديولوجيا الإسلاموية التي كانت سائدة قبل أحداث 2011، وأظهرت قدرة على التفريق بين الدين والتدين. كما تم تبني اتجاهات قومية محافظة تعكس تطور المشهد السياسي والاجتماعي في المنطقة خلال الفترة الأخيرة.
يأتي هذا المؤتمر في سياق جهود مركز تريندز للبحوث والاستشارات لتعزيز التفاعل الفكري والتبادل المعرفي في منطقة الشرق الأوسط، ولتسليط الضوء على القضايا الهامة التي تؤثر على العالم العربي وتطرح التحديات التي يواجهها. كما انعكست أهمية تحليل الديناميات والتحولات الجيوسياسية في المنطقة من خلال مناقشات ومداخلات الخبراء والباحثين خلال المؤتمر.
يعتبر المستجدات السياسية والاجتماعية في المنطقة العربية بعد أحداث عام 2011 وجائحة كورونا والأحداث الجيوسياسية الأخيرة، محوراً رئيسياً في البحث والتحليل الذي تقدمه خبراء وأكاديميون ومتخصصون في المؤتمر الدولي. ويتعين على الباحثين والمهتمين بالشأن العربي استكشاف هذه التحولات وتقديم تحليلات دقيقة وعميقة لفهم السياق الجديد الذي تتطور فيه العلاقات الدولية في المنطقة.
بالتالي، يعكس مؤتمر “العالم العربي الحالي” أهمية تعزيز الحوار والتبادل المعرفي في المنطقة، وتحديد التحديات والفرص التي تطرأ على العالم العربي في ظل التطورات السياسية والاجتماعية الراهنة. ويأتي هذا المؤتمر كجزء من جهود البحث والتحليل للتعمق في فهم التحولات التي تشهدها المنطقة وتحديد سبل التعامل معها بشكل بناء وفعال.
