في البيئة الحالية التي تشهد تنامي الأزمات البيئية والضغوط الاقتصادية، يعتبر البحث عن حلول مستدامة ضرورة حتمية، وتبرز تقنية الذكاء الاصطناعي كأداة رئيسية لسد الفجوة في التنمية المستدامة في مختلف القطاعات. يعتبر تطبيق التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي كجسر لتحقيق أهداف الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، بالإضافة إلى تحقيق الاقتصاد الأخضر.
تلعب الذكاء الاصطناعي دوراً حيوياً في تحسين كفاءة استهلاك الطاقة وإنتاجها، حيث تساهم الخوارزميات الذكية في تحسين شبكات الطاقة الذكية وتوزيع الكهرباء بشكل أمثل وتقليل الفاقد في الطاقة. بالإضافة إلى استخدام التكنولوجيا في تحسين صيانة معدات توليد الطاقة مما يعزز كفاءتها ويقلل من الصيانة الطارئة.
في مجال إدارة النفايات، تلعب تقنيات الذكاء الاصطناعي دوراً كبيراً في تحسين عمليات الفرز من خلال استخدام الروبوتات والتعلم الآلي لتصنيف المواد القابلة لإعادة التدوير، مما يسهم في تعزيز مبادئ الاقتصاد الدائري وتقليل الضغط على البيئة. يظهر ذلك من خلال المشاريع البحثية والابتكارية التي تنتجها الجامعات لدعم الاستدامة.
يعتبر الذكاء الاصطناعي مفتاحاً لإعادة تشكيل عمليات الإنتاج بشكل أكثر استدامة، من خلال تحليل البيانات وتقليل الفاقد في الموارد والمواد الخام. تستخدم التكنولوجيا أيضاً في تصميم المنتجات بكفاءة استهلاك الموارد وتحسين استخدام المواد الخام، مما يسهم في الاستدامة والكفاءة.
في القطاع الزراعي، يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في تحسين الزراعة وتحقيق الإنتاجية الغذائية بالاعتماد على تحليل البيانات الضخمة وتحسين قرارات الزراعة. يمكن استخدام الروبوتات المدعمة بالذكاء الاصطناعي في مراقبة المحاصيل وتخفيف الاعتماد على المواد الكيميائية الضارة بالبيئة.
تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال حماية البيئة والمحافظة عليها، من خلال مراقبة النظام البيئي والحفاظ عليه من خلال طائرات بدون طيار مجهزة بأجهزة استشعار تعمل بالذكاء الاصطناعي. كما تلعب الخوارزميات دوراً كبيراً في رصد الأنشطة الضارة بالبيئة ومكافحتها.
يبرز أهمية التدريب والتأهيل على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لبناء قدرات الشباب والمهنيين في هذا المجال، بالإضافة إلى ضرورة وضع إطار أخلاقي لتنظيم استخدام التقنية بشكل يضمن تحقيق الفوائد للمجتمعات مع مراعاة الآثار البيئية والاجتماعية.