تتمثل عملية رسم الخطط والاستراتيجيات المستقبلية في دولة الإمارات في حالة إبداع جماعية ونهج تشاركي يستند إلى التواصل المباشر بين صانع القرار وأفراد المجتمع. يحرص حكومة الإمارات على إبقاء جمهور متعامليها على علم بالخدمات والمبادرات الحكومية وتشاورهم في المسائل التي تهمهم. تطرح الحكومة مشورات متنوعة من خلال منصة المشاركة الإلكترونية بهدف جمع آراء أكبر عدد ممكن من الأفراد وتحليلها. بدأت الإمارات في السنوات الأخيرة بإطلاق مبادرات لإشراك الجمهور في صنع القرارات والسياسات العامة.
شهد العام 2013 إطلاق باكورة المبادرات الإماراتية التي تهدف إلى إشراك الجمهور في صنع السياسات والقرارات العامة. أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، مبادرة وطنية للمشاركة إذ دعا المواطنين والمقيمين إلى تقديم أفكارهم واقتراحاتهم لتطوير قطاعي الصحة والتعليم. نتجت هذه المبادرة عن تلقي 65000 مقترح من الجمهور، وتم اعتماد العديد من التدابير من قبل مجلس الوزراء.
فيما يتعلق بالقطاع الصحي في الدولة، وافق مجلس الوزراء على مجموعة من المبادرات الصحية مثل إطلاق برنامج للرعاية الصحية الإلكترونية ونظام لتقييم المستشفيات والعيادات الصحية. كما تم إطلاق برنامج للكشف المبكر عن السرطان وغيرها من المبادرات ذات الصلة بالقطاع الصحي. تم تحفيز مهنة التدريس أيضًا عبر عدة مشاريع من قبل الحكومة لجعلها أكثر جاذبية وتحقيق الرضا الوظيفي للمعلمين.
في عام 2018، قامت الإمارات بتطوير حملة لإثراء محتوى البوابة الرسمية لحكومتها بهدف إشراك الزوار والمتعاملين في إبداء الرأي وتقديم الملاحظات حول المعلومات الموجودة على البوابة. تلقت البوابة آلاف المشاركات وعمل فريقها على فرزها وإضافة الموضوعات التي تم اقتراحها أو تعديلها. في عام 2019، أطلقت الإمارات مشروعاً وطنياً لتصميم الهوية الإعلامية المرئية للدولة بهدف إبراز هويتها وترسيخ صورتها الإيجابية.
أعلن مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي مبدأ إشراك الجمهور في تعزيز الإطار التنظيمي للقطاع المالي الإماراتي ودعم تطوير التكنولوجيا المالية. وطرح المصرف في عام 2019 مبادرة تهدف إلى جمع ملاحظات واقتراحات من المعنيين والشركات التي تعتزم ممارسة أعمال منصات التكنولوجيا المالية والمشاركين في عمليات التمويل الجماعي القائم على القروض.
