غالبًا ما تكون الغيرة عنصرًا طبيعيًا في أي علاقة زوجية، ولكن يمكن أن تتحول إلى مشكلة جديدة تسمى “متلازمة عطيل”، والتي تشير إلى الشك المفرط نحو شريك الحياة والتصور الخاطئ بدون دليل على ولاءه. وفقًا لعبير السعد، المستشارة الأسرية والمدربة المعتمدة، تعتبر الغيرة المرضية مشكلة نفسية وعقلية تحتاج إلى علاج ودعم.
تقسم السعد الغيرة إلى نوعين: غيرة محمودة وغيرة مرضية. للغيرة المحمودة دور إيجابي في تثبيت العلاقة الزوجية وإظهار الحب بين الشريكين، في حين تتحول الغيرة المرضية إلى شك وقلق مستمر يؤثر على الحياة الزوجية بشكل سلبي. وتنتقل المشكلة إلى مستوى خطير حين يقوم الشريك المصاب بوضع أجهزة تعقب أو تجسس لمراقبة الشريك الآخر.
تفسير الغيرة المرضية يعزو إلى اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب أو الوسواس القهري، بالإضافة إلى تجارب سلبية في العلاقات السابقة. ولحل هذه المشكلة، توصي السعد بضرورة تفادي استفزاز شكوك الزوجة المريضة وتجنب المراوغة في الإجابة على تساؤلاتها. كما تحث على دور الأشخاص المقربين بالتحدث مع الزوجة بطريقة ودية والاهتمام بمشاعرها.
إذا لم تتحسن الحالة، فإن السعد تشجع على مراجعة طبيب نفسي للحصول على المساعدة اللازمة. وتشدد على أهمية عدم تجاهل المشكلة أو التستر عليها، حيث يمكن أن تؤثر الغيرة المرضية على العلاقة الزوجية بشكل سلبي وتضر بالطرفين. من المهم أن يتم التعامل مع هذه المشكلة بحساسية ودعم، سواء من قبل الشريك أو الأشخاص المقربين.
يجب فهم أن الغيرة المرضية تعتبر مشكلة جدية تستدعي التدخل المبكر والدعم النفسي والعلاج السلوكي. في نهاية المطاف، الهدف من التعامل مع متلازمة عطيل هو تحسين جودة الحياة الزوجية وتعزيز الثقة والاحترام المتبادل بين الشريكين. حيث يمكن للعلاج المناسب أن يساعد في تجاوز هذه المشكلة والحفاظ على العلاقة الزوجية قوية وصحية.