أشارت عبير السعد، المستشارة الأسرية المعتمدة والمدربة، إلى أن حفلات النجاح للطلاب أصبحت موضوعًا شائعًا في المجتمع مؤخرًا، ورغم أنها مناسبة جميلة، إلا أن بعض الأسر يقومون بتنظيم حفلات باذخة ومكلفة. وأوضحت السعد أن بعض الأشخاص ينظمون الحفلات داخل قاعات مكلفة بهدف التفاخر والتباهي على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا يجعل من تلك الحفلات عبئًا ماليًا كبيرًا على أسر الطلاب.
وفي هذا السياق، نصحت السعد بتنظيم حفلات بسيطة لإدخال البركة والبهجة إلى نفوس الأطفال دون الحاجة إلى التباهي بالمال أو الإسراف. وأكدت أن التنظيم المبالغ فيه لمثل هذه الحفلات قد يكون مصدرًا للضغط على ميزانية الأسرة ولتحميل الأب أو الأم ضغوطًا مالية غير محتملة، مما يؤثر على الحياة العائلية بشكل سلبي.
بالإضافة إلى ذلك، أشارت السعد إلى أن تعود الأطفال إلى المنزل بعد الحفلات الكبيرة التي تتخللها العديد من الأضرار النفسية والاجتماعية، مثل الغرور والتفاخر والانغماس في ثقافة الاستهلاك. وأوضحت أن تنظيم حفلات النجاح بشكل بسيط ومعتدل يمكن أن يكون أفضل بكثير للأطفال، حيث يمكن للأهل تشجيعهم على الابتسام والاحتفال بإنجازهم دون الحاجة إلى الإفراط في الاستعراض.
وفي نهاية المطاف، دعت السعد أولياء الأمور إلى التفكير بعمق قبل تنظيم حفلات النجاح لأبنائهم، وأن يكون الهدف الرئيسي من تلك الحفلات هو تقديم الدعم والتشجيع للأطفال، دون الحاجة إلى الدخول في سباق مادي يؤثر سلبًا على العائلة بأكملها. وأكدت أن بساطة الحفلات وتقديم الحب والاحتفال بالإنجازات يمكن أن تكون أقوى تأثيرًا على نمو وتطور الأطفال.
وفي النهاية، أكدت السعد على أهمية تعزيز القيم الأخلاقية والروحية في الأطفال من خلال تعليمهم قيم الاقتدار والتواضع والتقدير. وشددت على ضرورة عدم تحميل الأطفال ضغوطًا مالية غير محتملة من خلال تنظيم حفلات النجاح، بل يجب إعلاء قيم الحب والاحترام والتواضع في كل مناسبة تحتفل بها الأسرة. تلك هي القيم التي تعزز صلة العائلة وتشجع الأطفال على التواضع والاستمتاع بالنجاح بدون الحاجة إلى التفاخر.
