دخلت الحاجة جولشان توسون في المسار المؤدي إلى منفذ “طريق مكة” في مطار إيسنبوغا الدولي بأنقرة بخطوات ثقيلة وحزينة. كانت تمشي وحيدة، تفكر في الأحلام والحزن والأفكار التي تراودها، تسائلت عما إذا كانت تحلم حقًا بالحج وكيف ستتصرف في هذا العمر وهل ستتحمل عبء السفر والمشقة. تعرضت لكثير من التساؤلات والأفكار التي هيجت خلدها، إلا أن شعورًا مختلفًا سرعان ما غمرها عندما وصلت إلى مبادرة طريق مكة.
تحدثت الحاجة جولشان عن بداية رحلتها نحو الحج قائلة إن زوجها توفي قبل أن يتمكنوا من التسجيل لأداء الفريضة معًا. اختارت صديقة عمرها لمرافقتها في الرحلة، وبدأت التحضيرات بشوق وفرحة، إلا أن تعرضت لصدمة كبيرة عندما أصيبت صديقتها بجلطة دماغية ووضعها في غيبوبة. رغم المشاعر المختلطة التي عاشتها، قررت الحاجة جولشان مواصلة رحلتها نحو الحج والتضرع إلى الله بشفاء صديقتها المريضة.
عند وصول الحاجة توسون إلى مطار إيسنبوغا، كانت ملامحها تعكس الحيرة والخوف من عدم القدرة على إكمال الرحلة. ولكن هذا الشعور سرعان ما تبدل لابتسامات عند بوابة صالة “مبادرة طريق مكة”، حيث وجدت ترحيب ودعمًا بلغتها الأم من العاملين في المبادرة. بسرعة وسهولة، تمت مساعدتها في إنهاء الإجراءات اللازمة للسفر إلى المملكة العربية السعودية.
تجسد مبادرة طريق مكة إحدى مبادرات وزارة الداخلية في إطار برنامج خدمة ضيوف الرحمن الذي يهدف لخدمة ضيوف الرحمن وتيسير أمورهم خلال فترة الحج. البرنامج ينفذ بالتعاون مع عدة وزارات وهيئات حكومية في المملكة العربية السعودية، ويهدف إلى تحقيق رؤية المملكة 2030 وتوفير بيئة ملائمة ومريحة للحجاج والمعتمرين.
تمتلئ قلوب الحجاج والمعتمرين بالامتنان والشكر لمنظمي مبادرة طريق مكة التي قدمت لهم الدعم والمساعدة خلال رحلتهم لأداء فريضة الحج. إن قصة الحاجة جولشان توسون تعبر عن الاصرار والقوة والإيمان، حيث استطاعت تخطي التحديات والصعوبات التي واجهتها وواجهت صديقتها المريضة، وتحقيق حلمها بأداء فريضة الحج رغم كل الصعاب.














