انخفضت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم بسبب توقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيبقي أسعار الفائدة مرتفعة للفترة القادمة بسبب استمرار التضخم، مما قد يؤثر على استهلاك الوقود في الولايات المتحدة كأكبر مستهلك للنفط في العالم. وقد انخفضت عقود النفط الآجلة لخام برنت بمقدار 59 سنتا إلى 82.29 دولار للبرميل، بالإضافة إلى انخفاض العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بـ 64 سنتا إلى 78.16 دولار.
ارتفعت مخزونات النفط الخام والبنزين في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي، بينما انخفضت نسبة التقطير وفقًا للبيانات التي نشرها معهد البترول الأمريكي. هذا يأتي في ظل توقعات المستثمرين لصدور محاضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأخير، فضلاً عن انتظار بيانات مخزونات النفط الأسبوعية الأمريكية التي ستصدرها إدارة معلومات الطاقة لاحقًا اليوم.
لا يزال المستثمرون يترقبون لرؤية ما إذا كانت الشيخوخة ومعدلات الإنتاج الأقل في كبرى بلدان إنتاج النفط مثل فنزويلا وإيران والعراق ستؤثر على سوق النفط العالمي في الفترة القادمة. وتعد حالة سوق النفط مهمة للاقتصاد العالمي بشكل عام، وخاصة بالنسبة للاقتصادات التي تعتمد بشكل كبير على صادرات النفط مثل منطقة الخليج العربي.
من الجدير بالذكر أن تراجع أسعار النفط قد يكون نتيجة لعوامل عدة، بغض النظر عن تقلبات الأسواق الدولية. فمن بين هذه العوامل تقلبات الأوضاع السياسية في الدول المنتجة للنفط، وتغيرات في الطلب العالمي على النفط نتيجة للظروف الاقتصادية العالمية. وتظل واردة موافقات إنتاج لحركة “أوبك”، وتأثير العوامل الطبيعية مثل الأعاصير والزلازل على تصدير النفط وإنتاجه.
يركز المحللون على أهمية استقرار أسعار النفط للاقتصاد العالمي، بما في ذلك للاقتصاد الأمريكي الذي يعتبر أكبر مستهلك للنفط في العالم. وبالإضافة إلى تأثيره على الاقتصادات العالمية وأسعار السلع، يعتبر النفط عامل مهم في تأثير تكاليف الإنتاج للشركات وبالتالي تأثيره على الرواتب وفرص العمل في العديد من الصناعات. وفي حال استمرار تراجع أسعار النفط، قد تواجه العديد من الدول صعوبات اقتصادية وتضخمية تؤثر على استقرارها السياسي والاجتماعي.