تعيش منطقة عسير هذه الأيام في حالة مطرية مميزة، حيث تزدهر أشجار “الجاكرندا” مما يجعل المنطقة تبدو أكثر جمالًا خلال فصل الربيع وبداية الصيف. تعتبر أشجار “الجاكرندا” من معالم مدينة أبها وبعض محافظات المنطقة، وتجذب المتنزهين والسياح إلى المواقع المزينة بأشجارها الزاهية بالألوان. يشكل شارع الفن في أبها واحدة من أكثر الوجهات جاذبية خلال فصل الربيع بسبب تفتح أشجار “الجاكرندا” بفضل الأمطار التي تتساقط عليها وتكون لوحات فنية طبيعية جميلة.
تتنوع أنواع أشجار “الجاكرندا” في عائلتها حوالي 45 نوعًا من الأشجار والشجيرات، وتتميز بتساقط أوراقها في المناطق الباردة والحفاظ على خضرتها في المناطق المعتدلة. تعتبر هذه الأشجار مثالية لإضافة الظل والزينة في الشوارع والحدائق العامة، مما يجعلها محط جذب شديدة الانتباه خلال فصل الربيع. ورغم تنوعها وجمالها، إلا أن زراعة أشجار “الجاكرندا” محصورة في المناطق المعتدلة مثل منطقة عسير نظرًا لعدم مناسبتها للمناطق الحارة والبرودة الشتوية المتطرفة في العديد من مناطق المملكة.
تضم منطقة عسير حاليًا أكثر من 15 ألف شجرة من أشجار “الجاكرندا”، وتشهد زيادة ملحوظة في الطلب على زراعتها في الحدائق العامة وبجوار منازل المواطنين. يعتبر تفتح أزهار أشجار “الجاكرندا” حدثًا مميزًا في المنطقة، حيث يتوجب على السلطات المحلية الاهتمام بصيانة وحماية هذه الأشجار والاهتمام بزيادة الأماكن المخصصة لزراعتها وتوفير البيئة المناسبة لها للحفاظ على تراثها البيئي الثري.
بالنظر إلى أهمية أشجار “الجاكرندا” في إضافة الجمال والحياة إلى المنطقة خلال فصل الربيع والصيف، يجب على الجهات المعنية في عسير العمل على تشجيع زراعتها بصورة مستدامة والحفاظ عليها كجزء من التنوع البيولوجي للمنطقة. يمكن لزيادة عدد أشجار “الجاكرندا” أن تكون فرصة لجذب المزيد من السياح وتعزيز الاقتصاد المحلي من خلال تنمية القطاع السياحي وخلق فرص عمل جديدة.
في نهاية المطاف، تعتبر ظاهرة تفتح أزهار أشجار “الجاكرندا” في عسير خلال هذه الأيام فرصة للاستمتاع بجمال الطبيعة والاسترخاء في أجواء هادئة ومميزة. تعكس هذه الأشجار الجمال الطبيعي الذي يميز منطقة عسير خلال فصل الربيع، وتساهم في إثراء البيئة المحلية وجذب الزوار والمتنزهين من داخل وخارج المملكة. يجب الحفاظ على هذه الظاهرة الطبيعية من خلال توعية المجتمع بأهميتها وتشجيع زراعة المزيد من أشجار “الجاكرندا” في المنطقة.
