شهد مركز الملك فهد الثقافي أمس عروض أوبرا “زرقاء اليمامة”، التي قدمتها وأنتجتها هيئة المسرح والفنون الأدائية. استمتع الحضور برحلة فنية غنية، حيث تم استخدام قصة زرقاء اليمامة في تراث الجزيرة العربية كمادة غنية لإبداع الأشعار والمشاهد، وقد صاغها ونظم مؤلف العمل الشاعر صالح زمانان ببراعة. تناولت الأوبرا قصة زرقاء اليمامة ومحاولتها لإنذار قبيلتها من خطر غزو محتمل. وقد استخدمت الأوبرا الحرف العربي بشكل مبدع في إيقاعها الأوبرالي، مما جعلها تروي فصول الصراع الإنساني بطريقة ملهمة.
شهدت الأوبرا وجود مجموعة من الفنانين العالميين الذين تعلموا اللغة العربية خصيصاً لأداء دور زرقاء اليمامة، بالإضافة إلى فنانين سعوديين ومواهب واعدة. وقد بلغ عدد الممثلين الإضافيين في العمل نحو 100 ممثل و12 طفلاً، وعدد عازفي الأوركسترا بلغ 62 عازفاً. تقدم الأوبرا قصة مشوقة تحتوي على تراجيديا مؤثرة، وتصوير لحالات الإنسان في مواجهة التحديات والصعوبات.
أكد الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية أن الأوبرا حظيت بإقبال واسع من متذوقي الفن في المملكة، وقد تجاوزت الحدود في تجسيد قصة زرقاء اليمامة بشكل ملهم. تعتبر الأوبرا بمثابة مرحلة جديدة للثقافة السعودية، حيث يتم تقديم القصص الروائية والتراثية بأعلى المعايير العالمية.
تعد أوبرا “زرقاء اليمامة” بمثابة افتتاح للأعمال الفنية في مركز الملك فهد الثقافي بعد ترميمه على الطراز السلماني، وتهدف إلى التعريف بالتراث الثقافي والعربي، وإثراء المشهد الثقافي الوطني، وصناعة أوبرا توظف التراث الموسيقي والاستعراضي. الهدف من الأوبرا هو رفع إقبال الجمهور على فن الأوبرا وتقديم تجارب فنية وثقافية عالية الجودة.
من خلال قصة زرقاء اليمامة، تمكنت الأوبرا من تسليط الضوء على التراث العربي وتقديمه بطريقة مبدعة، مما أثار إعجاب الجمهور. بمشاركة فنانين سعوديين وعالميين، تجسد الأوبرا قدرة الفن على التعبير عن قصص يتخللها التشويق والتراجيديا، بما يعكس حالات الإنسان في مواجهة التحديات.
بالاعتماد على قصة زرقاء اليمامة، تمكنت الأوبرا من تقديم قصة درامية محببة للجمهور السعودي والعربي، وتعكس تميز وقوة الشخصيات والقيم الأصيلة التي تحتويها القصة. تعد الأوبرا خطوة هامة في التعبير عن الثقافة السعودية وتطوير المشهد الفني والثقافي في المملكة.
