انتقد الكاتب إريك ويمبل في عموده بصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية إغلاق مكاتب الجزيرة في إسرائيل معتبرًا أنه يقلل من الاختلاف بين إسرائيل والأنظمة الاستبدادية، وأشار إلى انتقادات حادة وجهتها الحكومة الإسرائيلية للجزيرة بتهمة التحريض، وأعلن رئيس الوزراء نتنياهو وزير الاتصالات كارهي عن عزمهما منع بث محتوى الجزيرة من إسرائيل.
وأكد الكاتب أن تلك الادعاءات المتطرفة تشتد بحاجة إلى أدلة قاطعة، وركز على أن إسرائيل لا تستطيع تمامًا قمع بث الجزيرة بسبب استخدام التكنولوجيا الرقمية التي تسمح للمحتوى بالوصول للجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مما يعرض فعالية الإجراءات القمعية للخطر.
وأشار الكاتب إلى أن تكتيكات نتنياهو القوية ضد الجزيرة قد تدل على عدم كفاية سياسة الكلام فحسب بل يجب على إسرائيل اعتماد استراتيجيات جديدة للتعامل مع وسائل الإعلام غير المرغوبة، مؤكدًا على أهمية حماية حرية الصحافة ومنع محاولات قمعها.
وأوضح الكاتب أن دور الجزيرة في تغطية الأحداث في غزة كان مهمًا خلال فترات النزاع السابقة، حيث حرمت إسرائيل الصحفيين الأجانب من دخول غزة لتغطية الأحداث، واضطرت الصحفيين المحليين للعمل بكفاح لتوصيل الصورة الحقيقية لما يحدث هناك.
وأشار الكاتب إلى أن ما ينشره الجزيرة متوفر على الإنترنت ويعتبر مصدرًا هامًا للمعلومات المتعلقة بالصراع بين إسرائيل وفلسطين، ونقل آراء عدد من الصحافيين والمحللين الذين اعتبروا إغلاق الجزيرة انتهاكًا لحرية الصحافة ومحاولة لتكميم الأصوات المناهضة.
في النهاية، استنتج الكاتب أن المجتمعات الحرة التي تقوم بحجب الإعلام وتقييد حرية الصحافة هي التي تعاني من نقص الحرية، وعلى هذا النحو يعبر عن قلقه إزاء محاولات تكميم الجزيرة وضرورة حماية حرية الصحافة والتعبير عن الرأي.