نجحت الهند، تحت قيادة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، في الحفاظ على سياسة الحياد في مواجهة الضغوط الغربية وتحقيق توازن في علاقاتها مع الحلفاء الغربيين وروسيا. وقد اتخذ مودي من السياسة الخارجية ركيزة أساسية لطموحه على الساحة الدولية، حيث يسعى إلى تعزيز دور الهند كقوة عالمية فاعلة. وبفضل هذه الجهود، ازداد التأثير العالمي للهند وعبّر الهندوس عن ثقتهم بأداء مودي كرئيس وزراء.
تمكنت الهند من الحفاظ على علاقات طيبة مع كل من واشنطن وموسكو، رغم الضغوط التي واجهتها من طرف الحلفاء في الغرب بعد الاجتياح الروسي لأوكرانيا. وتمكن مودي من الاستفادة من المخاوف الأمريكية من الصين للحصول على دعم استثنائي من البيت الأبيض دون التنازل عن علاقته مع موسكو. وبالإضافة إلى ذلك، تواصلت العلاقات الثنائية بين الهند والولايات المتحدة في تحسن مستمر، حيث أصبحت واشنطن أهم حليف لنيودلهي في مختلف المجالات.
على الرغم من تعقيد العلاقات بين الهند والصين، تمكنت الهند من الحفاظ على سياسة الحياد وتفادي التعبير عن مواقف سياسية محددة تجاه الصين في عدد من القضايا الدولية. وعلى الرغم من تدهور العلاقات بين الهند والصين منذ الاشتباك الدموي في لاداخ، لم يتم التوصل إلى تسوية حتى الآن. ويشير الخبراء إلى أن تحديات السياسة الخارجية الهندية قد تزيد مع تصاعد عدم الاستقرار الإقليمي والعالمي.
تعتبر الهند شريكًا لا غنى عنه للعديد من القوى العظمى نظرًا للنجاح الذي حققته في تحقيق مصالحها الواقعية والتفاوض بمهارة مع الأطراف المتنوعة. وتسعى الهند إلى تعزيز بنيتها التحتية وضمان حرية الملاحة والأمن البحري في المحيط الهندي وبحر الصين الجنوبي. وبالتالي، فإن سياسة الحياد التي تنتهجها الهند تعتبر حازمة وتصب في مصلحة تحقيق توازن في العلاقات الدولية.
من الواضح أن الهند تسعى إلى استغلال التقدم الاقتصادي الذي حققته لتعزيز تأثيرها العالمي والمضي قدمًا في تحقيق أهدافها الإستراتيجية. ويرى الخبراء أن سياسة الحياد الهندية تعكس رغبة الهند في تقديم نموذج للدبلوماسية المتوازنة والمهنية في ظل التحديات الراهنة التي تواجه العالم. ومن المتوقع أن تستمر الهند في مواصلة سياستها الخارجية الشاملة والحكمية في الفترة المقبلة.














