أجريت دراسة كبيرة لتحديد 12 جيناً مرتبطة بسرطان الثدي لدى نساء من أصول أفريقية، بهدف تحسين التنبؤ بمخاطر الإصابة بالمرض وتسليط الضوء على اختلافات المخاطر بين النساء من أصول أوروبية. وكانت الدراسات السابقة حول الطفرات الجينية المرتبطة بسرطان الثدي تركز بشكل أساسي على النساء من أصول أوروبية. ووجدت الدراسة أن النساء السود في الولايات المتحدة يعانين من معدلات أعلى لإصابة سرطان الثدي قبل سن الخمسين وأنواع من المرض يصعب علاجها، مما يؤدي إلى ارتقاء معدل الوفيات بالمرض بنسبة 42% مقارنة بالنساء البيض.
كان هناك ارتباط واضح بين ستة جينات مرتبطة بسرطان الثدي وارتفاع خطر الإصابة بنوع معين من المرض، وهو سرطان الثدي الثلاثي السلبي، الذي يُعتبر الأكثر شراسة. وأظهرت الدراسات السابقة أن النساء ذوات البشرة الداكنة يواجهن خطرًا أعلى للإصابة بهذا النوع من سرطان الثدي مقارنة بالنساء البيض، والذي يمكن أن يصل لثلاثة أضعاف.
وقد كتب الباحثون في دورية نيتشر جينتيكس حول أهمية هذه الدراسة وتأثيرها على العلاج والتنبؤ بسرطان الثدي لدى النساء من أصول أفريقية. وعندما يتم اكتشاف هذه الجينات السرطانية وفحصها بشكل كامل، يمكن للأطباء تحديد المرض في وقت أبكر وتقديم العلاج المناسب بشكل أسرع، مما يزيد من فرص البقاء على قيد الحياة ويحسن من نتائج العلاج.
يعد هذا البحث خطوة مهمة في فهم سرطان الثدي بشكل أفضل وتحسين الرعاية الصحية للنساء المصابات بهذا المرض، خاصة النساء من أصول أفريقية الأصل. فهو يسلط الضوء على الاختلافات الوراثية القائمة بين السكان المختلفين ويساعد في تطوير استراتيجيات علاج مخصصة وموجهة لكل فئة. ويأمل الباحثون أن تكون هذه النتائج الجديدة نقطة انطلاق لمزيد من الأبحاث والابتكارات في مجال علاج سرطان الثدي وزيادة البقاء على قيد الحياة لدى المرضى.
بشكل عام، تعتبر هذه الدراسة الجينية الكبيرة خطوة إيجابية نحو فهم أفضل لسرطان الثدي وتطوير أساليب تنبؤ وعلاج أكثر فعالية. إن تحديد الطفرات الجينية المرتبطة بالمرض لدى النساء من أصول أفريقية يمثل تقدمًا هامًا في تخصيص العناية الطبية والمساعدة في تحسين نتائج العلاج لهذه الفئة من المرضى. ومن المهم الاستمرار في البحث والتطوير في هذا المجال لتطوير علاجات مبتكرة وفعالة لمحاربة هذا المرض الخطير.














