Smiley face
حالة الطقس      أسواق عالمية

تتساءل البنية البحثية العربية عن قدرتها على التنبؤ بالكوارث المناخية التي تضرب بعض البلدان العربية في الوقت الحالي. يُعزى ارتفاع تواتر الأحداث المناخية العنيفة في المنطقة إلى التغيرات العميقة في الدورة الهيدرولوجية على مستوى العالم، والتي تشمل ارتفاع درجات حرارة الهواء، وارتفاع مستويات الرطوبة، والجفاف، والأمطار الغزيرة. ومن المهم معرفة التوقيت المناسب للفيضانات لاتخاذ إجراءات تقليل الخسائر المحتملة، خاصة مع احتمال زيادة ارتفاع مستوى سطح البحر وزيادة فرص حدوث الأعاصير والعواصف القوية.

تشهد البنية التحتية البحثية في البلدان العربية عجزًا في مجال الدراسات التنبؤية المتعلقة بالمناخ والأرصاد الجوية، حيث تعتمد هذه الدراسات بشكل رئيسي على الأقمار الاصطناعية المملوكة لدول غربية. تعتبر المنطقة العربية نادرة الأقمار الاصطناعية المخصصة لرصد الجو، باستثناء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في السعودية، وهذا ما يجعل البنية البحثية تعتمد في الغالب على نماذج مناخية غربية أو يابانية.

تعتبر النماذج المناخية الدقيقة أداة فعالة للتنبؤ بالأحداث المناخية والكوارث الطبيعية، ولكنها تعتمد على تنبؤات طويلة المدى ومتوسطات عامة، دون توفير توقعات دقيقة يومية. تعتمد أنظمة الإنذار المبكر العربية على الأقمار الاصطناعية الغربية التي توفر بيانات على مدى زمني يمتد لأيام. يُؤكد الباحثون على أهمية تطوير البنية البحثية في المنطقة من خلال الأقمار الاصطناعية المتخصصة وأنظمة الرصد المبكر لتعزيز الاستجابة للكوارث وتجنب تأثيراتها السلبية.

تعرضت بعض البلدان العربية خلال السنوات الأخيرة لكوارث مناخية خطيرة مثل الإعصار شاهين في سلطنة عمان والعاصفة في الإمارات والفيضانات في ليبيا. رغم تبعات هذه الأحداث الكارثية، يرفض البعض تصنيفها بأنها أعاصير، معتبرينها عواصف شبه استوائية. تُظهر الدراسات أن التغير المناخي قد تسبب في تزايد حدوث الفيضانات بشكل ملحوظ، مما يستدعي أهمية تطوير تقنيات التنبؤ والاستجابة لهذه الظواهر المتطرفة.

تحدثت بعض الدراسات عن الأضرار المالية الهائلة التي تتسبب فيها الأحداث المناخية العنيفة، حيث يمكن أن تصل قيمة الأضرار المادية لموانئ الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى ملايين الدولارات سنويًا. يعتبر تعزيز البنية البحثية وتحسين تكنولوجيا التنبؤ بالكوارث من الحلول الضرورية لتقليل تلك الخسائر وضمان سلامة المجتمعات المعرضة للكوارث المناخية في المستقبل.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.