في الثمانينات الميلادية، قابل الكاتب يهوديًا في مدينة هيوستن بولاية تكساس الأمريكية، حيث كانت بداية اللقاء عادية ولكنه انتهى بانبهار وتعجب. اليهودي الذي التقى به يُدعى الفريد ليلينتال وكان عضوًا في حركة ناطوري كارتا التي تعارض وجود إسرائيل وترفض الحركة الصهيونية، وهذا الرأي صدم الكاتب لأنه كان صغيرًا ولم يكن يعرف أن هناك يهوديًا يمكنه الرفض. الفريد ليلينتال كان يؤمن بخلع أو إنهاء الكيان الإسرائيلي وإعادة الأرض إلى الفلسطينيين.
الفريد ليلينتال وجماعته يرون أن اليهود مُمنعون من الحصول على دولة خاصة بهم حتى مجيء المسيح، وكانوا يعتبرون ياسر عرفات رئيسًا لسكان فلسطين. يُعتقد أن تأسيس الكيان الإسرائيلي يوم حداد، حيث يُصومون ويدعون لإزالة الدولة الإسرائيلية. وقد أصدر الفريد ليلينتال كتابًا بعنوان “ثمن إسرائيل.. من الإرهاب إلى مجزرة الدولة” حيث تحدث فيه عن المجازر التي ارتكبها المحتل ضد الفلسطينيين.
بسبب معارضتهم للصهيونية، تتعرض جماعة ناطوري كارتا للملاحقات والضرب والاعتقالات الليلية وتخريب ممتلكاتها. يرفعون في مظاهراتهم لافتات تحتوي عبارات تُعارض وجود إسرائيل وتُطالب بحرية فلسطين. يمثل هذا الرفض لإسرائيل والصهيونية صراعًا داخليًا بين اليهود، ويبرز الاختلافات الفكرية والسياسية داخل الجاليات اليهودية حول قضية فلسطين.
يُعرض في المقال أن الفلسطينيين لم يستفيدوا من وجود جماعة ناطوري كارتا ورأيها المعارض للصهيونية لصالح القضية الفلسطينية. تظل القضية الفلسطينية من دون حل وتزداد تعقيدًا وصعوبة، ويعتبر الرفض الداخلي لإسرائيل والصهيونية ظاهرة تعكس التوجهات الإيديولوجية والسياسية المتنوعة داخل الجاليات اليهودية حول العالم. يُظهر هذا الصراع الداخلي تنوع الآراء والمواقف داخل الجاليات اليهودية وتشدد الحاجة إلى الحوار والتفاهم بين الأطراف المعنية في هذه القضية.
يظهر التاريخ والتجربة اليهودية المتنوعة أن هناك تيارات وجماعات يهودية تتبنى مواقف وأفكار مختلفة بخصوص قضية فلسطين وأوجه الصراع في الشرق الأوسط. يجسد رفض جماعة ناطوري كارتا لإسرائيل والصهيونية تنوع الآراء والتحليلات داخل الجاليات اليهودية ويسلط الضوء على الصراع والانقسام داخل الجاليات اليهودية بشأن مستقبل إسرائيل وفلسطين والحلول الممكنة للصراع المتسارع. من المهم دعم الحوار والتفاهم بين المختلفين والبحث عن حلول مبتكرة ومستدامة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.















