توفيت الفنانة حسنة البشارية في مدينة بشار عن عمر يناهز 74 عاماً بعد صراع مع المرض، وقد أكدت مديرية الثقافة ببشار هذا الخبر وفقاً لما ذكرته الإذاعة الجزائرية. كانت الراحلة في جولة فنية في جميع أنحاء الجزائر قبل أن تتعرض للمرض وتوفى في مستشفى ببشار. اشتهرت حسنة البشارية بلقب “عميدة موسيقى الديوان النسوية”، وبدأت مسيرتها الفنية الحقيقية في باريس عام 1999، حيث أصدرت ألبوم “الجزائر جوهرة” الذي حقق نجاحاً كبيراً داخل الجزائر وخارجها.
تُعتبر حسنة البشارية فنانة رائدة في طبع الديوان، حيث استمرت مسيرتها الفنية لأكثر من 30 عاماً، وكانت أول امرأة مغاربية تعزف على آلة القمبري أمام الجمهور. تركت تأثيراً كبيراً في مسار العديد من الفنانين، بما في ذلك سعاد عسلة التي أسست فرقة “لمة بشارية” عام 2015، والتي ضمت العديد من الفنانات بمن فيهن حسنة البشارية. عملت الراحلة من خلال هذه الفرقة على تعزيز التراث الجزائري العريق، بما في ذلك الفردة النسوية والغناء التقليدي مثل “الزفانات” و”الجباريات”، بالإضافة إلى أنواع أخرى نادرة مثل “الحيدوس” و”الشلالي”.
شاركت الفنانة حسنة البشارية في العديد من التظاهرات والمهرجانات الدولية في الجزائر وخارجها، بما في ذلك فرنسا وبلجيكا والمملكة المتحدة ومصر وكندا. تم إنتاج فيلم وثائقي حولها بعنوان “مغنية الروك الصحراوية” لمخرجته الجزائرية-الكندية سارة ناصر، تكريماً لإبداعاتها. تم منح حسنة البشارية وساماً بدرجة “عشير” من مصف الاستحقاق الوطني في عام 2017 تقديراً لمساهماتها الفنية.
يُشيع جثمان الراحلة الثرى في مدينة بشار اليوم بعد صلاة العصر، حيث ستوارى الثرى في مقبرة ببشار. يعتبر وفاة حسنة البشارية خسارة كبيرة للمشهد الثقافي الجزائري، حيث تركت بصمة فنية لا تُنسى وتركت تأثيراً عميقاً على العديد من الفنانين والمعجبين. تاركة وراءها إرثاً ثقافياً وفنياً يستمر في إلهام وجذب الجماهير.















