مع اقتراب موعد الانتخابات الأوروبية، بدأت أحزاب اليمين المتطرف في الفضاء الأوروبي تستعد بقوة، لتعبئة محازبيها وأنصارها، وذلك باستهداف ملفات تتعلق بالمهاجرين والإسلام، وبالدفاع عن الهوية الأوروبية. ونرى في مدريد تجمع حزب “فوكس” اليميني المتطرف قادة وممثلي الأحزاب الشقيقة لإبراز وحدة المواقف وتغيير موازين القوى في البرلمان الأوروبي.
من جانبها، قادت رئيسة الوزراء الإيطالية، الانتقادات ضد الحزبين اليمينيين التقليديين ودعت إلى وقف “محو الجذور المسيحية” لأوروبا. وفي خطوة مفاجئة، تمت المصادقة على “اتفاقية الهجرة” التي تهدف إلى تشديد الرقابة على الهجرات ومراقبة الوافدين إلى دول الاتحاد الأوروبي وتوفير نظام تضامني بينها.
تتجه الأحزاب اليمينية المتطرفة نحو مطالب بإجراءات إضافية لمحاربة الهجرات، مثل إعادة توجيه اللاجئين إلى “دول ثالثة” وتشديد الرقابة على الحدود. وتبحث بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مثل بلغاريا وتشيكيا والدنمارك، عن “حلول جديدة” لجم الهجرات وردع الراغبين في الوصول إلى أوروبا.
في وقت ترى الاتحاد الأوروبي والهيئات الدولية الداعمة لهم أن العودة الطوعية للسوريين إلى بلادهم غير متاحة بعد، تجد 8 دول أوروبية أن الوضع في سوريا قد تحسن وتريد إعادة تقييم الوضع. ولذلك، تبحث هذه الدول عن طرق أكثر فعالية للتعامل مع وصول اللاجئين، خصوصاً من لبنان.
تظهر شعوراً بالقلق من الهجرات ومن التدفقات الكبيرة إلى أوروبا، وتنظر الحكومات إلى حلول جديدة لإدارة الأزمة. يعجل اليمين المتطرف بتنفيذ الإجراءات الصارمة، في حين تبحث بلدان أخرى عن حلول متوسطة للعلاج. الانتخابات الأوروبية المقبلة قد تكون نقطة تحول في مسألة الهجرة والهوية الأوروبية.












