عاد وباء الكوليرا للانتشار في مناطق واسعة من اليمن بعد تفاقم الوضع الصحي في البلاد جراء الحرب المستمرة منذ عشر سنوات. هذا يهدد بمضاعفة معاناة السكان الذين يعانون الفقر والحرمان، ويعانون من قلة المرافق الصحية. منذ بداية العام الجاري، تشهد اليمن موجة جديدة من الكوليرا، أصابت العديد من الأشخاص وأسفرت عن وفيات عدة.
وفقاً لتصريحات مسؤول الإعلام في مكتب وزارة الصحة العامة والسكان في محافظة تعز، انتشر وباء الكوليرا مؤخراً في عدد من محافظات اليمن، بما في ذلك تعز، حيث تم رصد اكثر من 820 حالة اصابة بالكوليرا و12 حالة وفاة في المحافظة منذ بداية العام. هذه الحالات تأتي في إطار انتشار المرض في جميع أنحاء البلاد منذ عام 2016، وغالباً تظهر في المناطق التي تحت سيطرة الحوثيين.
توضح التقارير أن قصور في اتخاذ الإجراءات الاحترازية من وباء الكوليرا يعود إلى انتشار المرض بشكل سريع ومستمر. يشير مسؤول الطوارئ في مستشفى الجمهوري في تعز إلى ارتفاع عدد الحالات المصابة بالكوليرا التي يستقبلها المستشفى يومياً، وكثير من هذه الحالات تأتي من المناطق المجاورة للمدينة. يعتبر سكان المناطق المتضررة من الحرب الفقر وعدم القدرة على الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأسباب الرئيسية لعدم الذهاب إلى المستشفيات وتلقي العلاج.
أثناء انتشار وباء الكوليرا، تظهر تحذيرات من تدهور القطاع الصحي بشكل كبير في اليمن بسبب نقص المعدات الطبية والأدوية. يقلل هذا التدهور من فعالية الاستجابة لمكافحة المرضى ويساهم في انتشار الأوبئة والأمراض. من جهته، اعرب مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، عن قلقه بشأن تفشي وباء الكوليرا في اليمن وأعرب عن الحاجة للإجراءات العاجلة للتصدي للمشكلة قبل أن تتفاقم الأوضاع بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات.
وفقاً لتقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، تزايدت أعداد الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا في اليمن، ومن المتوقع أن تصل إلى مستويات مرتفعة مع اقتراب خريف العام الحالي. يجب اتخاذ اجراءات عاجلة للسيطرة على المرض وحماية السكان من الاصابة بالكوليرا.
