Smiley face
حالة الطقس      أسواق عالمية

Summarize this content to 2000 words in 6 paragraphs in Arabic

دعم أوروبي لكييف وإشادة صينية بجهود موسكو في الذكرى الثالثة لبدء الحرب

صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة الاثنين على قرار قاومته الولايات المتحدة لمطالبة روسيا بسحب قواتها فوراً من أوكرانيا، في الذكرى السنوية الثالثة لبدء الغزو، في ما يمثل هزيمة دبلوماسية لإدارة الرئيس دونالد ترمب الذي بدأ عملية تقارب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وجاء هذا تزامناً مع دعم قوي قدمه الاتحاد الأوروبي لكييف في الذكرى الثالثة لبدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وصوتت غالبية 93 من الدول الـ193 الأعضاء في المنظمة الدولية على مشروع قرار غير ملزم، لكنه يحمل ثقلاً معنوياً كبيراً، أعدته أوكرانيا للمطالبة بالانسحاب الفوري لجميع القوات الروسية، مقابل معارضة 18 دولة فقط وامتناع 65 دولة عن التصويت. وكانت القرارات السابقة المشابهة تحصل على تأييد أكثر من 140 دولة. وشاركت الدول الـ27 في الاتحاد الأوروبي في رعاية القرار الأوكراني. ولم ينل مشروع القرار الأميركي المضاد الذي يتجنب ذكر «العدوان» الروسي، إلا 31 صوتاً، مما أدى إلى عدم إقراره.
وكان مسؤول أميركي ودبلوماسي أوروبي أفادا بشكل منفصل بأن الولايات المتحدة ضغطت على الأوكرانيين لسحب قرارهم لصالح اقتراحها. وكشف دبلوماسيان أوروبيان أن أوكرانيا رفضت العرض. ويعترف مشروع القرار الأميركي الموجز للغاية «بالخسارة المأسوية في الأرواح طوال الصراع بين روسيا وأوكرانيا» و«يدعو إلى إنهاء سريع للصراع ويحث على سلام دائم بين أوكرانيا وروسيا». لم يذكر كلمة «غزو» على الإطلاق.

شاشة عملاقة تعرض نتائج التصويت على قرار أوكراني في الجمعية العامة للأمم المتحدة الاثنين (أ.ف.ب)
«دفاع عن النفس»
وقالت نائبة وزير الخارجية الأوكرانية ماريانا بيتسا إن بلادها تمارس «حقها الأصيل في الدفاع عن النفس» في أعقاب الغزو الروسي، الذي ينتهك متطلبات ميثاق الأمم المتحدة التي تنص على أن تحترم الدول سيادة وسلامة أراضي الدول الأخرى. وأضافت أنه «بينما نحتفل بمرور ثلاث سنوات على هذا الدمار – الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا – ندعو كل الدول إلى الوقوف بحزم والوقوف إلى جانب الميثاق، وجانب الإنسانية وجانب السلام العادل والدائم، السلام من خلال القوة».
ويعكس التصويت التوتر الناشئ بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بعدما فتح الرئيس ترمب فجأة مفاوضات مع روسيا في محاولة لحل الصراع بسرعة. كما يؤكد التوتر في التحالف عبر الأطلسي مع أوروبا في شأن التحول الاستثنائي لإدارة ترمب بشأن التعامل مع موسكو.
وفي خطاب تصعيدي، وصف ترمب، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه «ديكتاتور»، متهماً كييف ببدء الحرب، وحذر من أنه «من الأفضل أن يتحرك بسرعة» للتفاوض على إنهاء الصراع أو المخاطرة بعدم وجود دولة لقيادتها. ورد زيلينسكي بأن ترمب يعيش في «مساحة تضليل» روسية الصنع.
ومنذ ذلك الحين، لم ترفض إدارة ترمب تأييد قرار الأمم المتحدة الخاص بأوكرانيا فحسب، بل اقترحت في اللحظة الأخيرة قرارها المنافس وضغطت على حلفائها لدعم تلك النسخة بدلاً من ذلك. ويأتي ذلك في الوقت الذي يخطط فيه ترمب لاستضافة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين في واشنطن. كما أرادت الولايات المتحدة التصويت على اقتراحها في مجلس الأمن الأكثر قوة. وحددت الصين، التي تتولى رئاسة المجلس هذا الشهر، موعد التصويت بعد ظهر الاثنين.
نائبة المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة دوروثي شيا تلقي كلمة خلال جلسة خاصة حول أوكرانيا (رويترز)وأصبحت الجمعية العامة أهم هيئة تابعة للأمم المتحدة في شأن أوكرانيا، لأن مجلس الأمن المكون من 15 عضواً، والذي يتولى مسؤولية الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، أصبح مشلولاً بسبب حق النقض (الفيتو) الروسي.
ومنذ اختراق القوات الروسية للحدود الأوكرانية في 24 فبراير (شباط) 2022، وافقت الجمعية العامة على ستة من القرارات التي أدانت غزو موسكو وطالبت بالانسحاب الفوري للقوات الروسية.
وقال المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا للصحافيين الأسبوع الماضي إن المشروع الأميركي «خطوة جيدة».
ويشير القرار الأوكراني إلى «الغزو الكامل لأوكرانيا من جانب الاتحاد الروسي»، مذكراً بضرورة تنفيذ كل قرارات الجمعية السابقة «التي اعتمدت رداً على العدوان على أوكرانيا». ويشير إلى مطالبة الجمعية بأن «تسحب روسيا على الفور وبشكل كامل ومن دون قيد أو شرط جميع قواتها العسكرية من أراضي أوكرانيا داخل حدودها المعترف بها دولياً». ويؤكد أن أي مشاركة لقوات كوريا الشمالية في القتال إلى جانب القوات الروسية «تثير مخاوف جدية في شأن المزيد من التصعيد لهذا الصراع». ويؤكد أيضاً على التزام الجمعية سيادة أوكرانيا، بالإضافة إلى «عدم الاعتراف بأي استحواذ إقليمي ناتج عن التهديد باستخدام القوة أو استخدامها على أنه قانوني». ويدعو أخيراً إلى «خفض التصعيد ووقف الأعمال العدائية في وقت مبكر وإيجاد حل سلمي للحرب ضد أوكرانيا»، مؤكداً على «الحاجة الملحة لإنهاء الحرب هذا العام».

وفي كييف، دعا الرئيس الأوكراني الاثنين إلى إحلال سلام دائم في أوكرانيا خلال السنة الراهنة. وقال زيلينسكي خلال قمة في كييف مع عشرات القادة الأوروبيين في الذكرى الثالثة للغزو الروسي لأوكرانيا الاثنين: «يجب أن تشهد هذه السنة بداية سلام حقيقي ودائم. (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لن يمنحنا السلام أو سيعطينا إياه في مقابل شيء. يجب أن نظفر بالسلام بالقوة والحكمة والوحدة».

قمة لقادة غربيين في العاصمة الأوكرانية الاثنين دعماً لكييف في الذكرى الثالثة لبدء الحرب (أ.ف.ب)
دعم أوروبي لكييف
وفي السياق نفسه، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الاثنين أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد «استسلام» أوكرانيا، فيما أعلنت تقديم مساعدات جديدة لكييف بقيمة 3.5 مليار يورو. وقالت فون دير لايين خلال القمة إنّ «الحرب في أوكرانيا تبقى الأزمة الأهم والأكثر تأثيرا على مستقبل أوروبا. بوتين يحاول أكثر من أي وقت مضى الفوز في هذه الحرب على الأرض. ويظل هدفه استسلام أوكرانيا». وأضافت المسؤولة التي شاركت في القمة التي حضرها قادة غربيون بينهم رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو: «تبقى الحرب في أوكرانيا الأزمة الأهم التي تحمل أكبر تبعات على مستقبل أوروبا».
بكين تدعم جهود موسكو
كذلك، أعلن الكرملين أن بوتين «أطلع» الرئيس الصيني شي جينبينغ الاثنين على المحادثات الروسية-الأميركية التي بدأت الأسبوع الماضي. وبدوره، أشاد شي الاثنين بـ«الجهود الإيجابية» التي تبذلها روسيا مع أطراف أخرى «لنزع فتيل» الأزمة في أوكرانيا، أثناء اتصال هاتفي مع بوتين، وفق ما نقلت «وكالة أنباء الصين الجديدة» (شينخوا).
وبمواجهة الخطر الروسي وتبدل الموقف الأميركي، يسعى الأوروبيون الذين باتوا في موقع ضعف لحشد قواهم. وفي هذا السياق، يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الولايات المتحدة الاثنين والخميس على التوالي، فيما أعلنت ممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس أنها ستتوجه الثلاثاء إلى الولايات المتحدة.
مفاوضات على المعادن
وبعدما تبنى الموقف الروسي الذي يحمل أوكرانيا مسؤولية اندلاع الحرب وباشر محادثات مع موسكو من دون أي مشاركة أوكرانية أو أوروبية، يصر دونالد ترمب على استعادة قيمة المساعدة التي قدمتها الولايات المتحدة لكييف منذ بدء الصراع، من خلال وصول الولايات المتحدة إلى موارد أوكرانيا من المعادن الحيوية والنادرة. واستبعد زيلينسكي الأحد توقيع اتفاق يدفع ثمنه «عشرة أجيال من الأوكرانيين». لكن أوكرانيا أعلنت الاثنين أنها وصلت إلى المراحل النهائية من المحادثات المرتبطة بالمعادن، ووصفتها نائبة رئيس الوزراء أولغا ستيفانيتشينا على «إكس» بأنها «بناءة». وأفاد مصدر رفيع المستوى طالبا عدم كشف اسمه بأن أوكرانيا اقترحت على الولايات المتحدة توقيع «اتفاق إطاري» في واشنطن بحضور زيلينسكي وترمب، وهي تنتظر رد واشنطن.

“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.