أعلن مصدر عسكري لقناة الجزيرة أن القوات الجوية السودانية شنت هجمات على مدينة مليط في دارفور غرب السودان يوم الأحد الماضي. يشير المصدر إلى وجود تقارير عن وشوب مرتقب في المدينة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. قامت قوات الدعم السريع بتجميع قواتها حول مدينة مليط، بينما قام الجيش بإرسال تعزيزات عسكرية إلى مقر الفرقة السادسة مشاة في مدينة الفاشر عن طريق الإنزال المظلي بواسطة الجيش الجوي السوداني. تهدف القوات الدعم السريع إلى تعزيز سيطرتها على مقر الفرقة السادسة مشاة في الفاشر بعد أن نجحت في السيطرة على 4 ولايات من ولايات دارفور الخمس.
تشهد منطقة دارفور في السودان حالة من العنف منذ اندلاع الصراع بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) في أبريل/نيسان 2023. وتعد مدينة الفاشر مركزاً للمساعدات الإنسانية في دارفور، حيث يعيش ربع سكان السودان البالغ عددهم 48 مليون نسمة. تضم المدينة عددًا كبيرًا من اللاجئين ولكنها بقيت نسبيًا منعزلة عن المعارك التي تدور في القرى المحيطة بها. ومع ذلك، شهدت تلك القرى مواجهات وقصفًا منذ منتصف أبريل/نيسان الحالي.
يسيطر الجيش السوداني على مدينة الفاشر، يقاتل بتحالف مع حركات مسلحة وقعت اتفاق “سلام جوبا” مع الحكومة في عام 2020، بما في ذلك “قوات تحرير السودان” بقيادة مني أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة بزعامة جبريل إبراهيم. تهدف قوات الدعم السريع إلى بسط سيطرتها على الفاشر وتعزيز تواجدها في المنطقة، في ظل تصاعد العنف والتوتر في إقليم دارفور.
تظل المنطقة مأهولة بعدد كبير من اللاجئين الذين يعيشون في ظروف إنسانية صعبة. وتواجه القرى المحيطة بمدينة الفاشر اشتباكات وقصفًا مستمرين منذ منتصف أبريل/نيسان. يعتبر السكان المدنيون هم الأكثر تضررًا خلال هذه الصراعات والهجمات، مما يؤدي إلى حدوث نزوح سكاني وتشتت للمدنيين.
أصبحت قضية دارفور واحدة من أبرز الأزمات الإنسانية في العالم، حيث تشهد المنطقة نزاعات مستمرة وانتهاكات لحقوق الإنسان. تطالب منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي بالتدخل الفوري لحماية المدنيين وإيجاد حل سياسي للصراع في دارفور. من المهم أن تتحمل الأطراف النزاعية المسؤولية لإيقاف التصعيد العنيف وحماية حياة السكان المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.
تعتبر مدينة الفاشر ومنطقة دارفور بأسرها مناطق حساسة تشهد تصاعد العنف والتوتر. يجب على الأطراف المتنازعة الالتزام بوقف إطلاق النار والمشاركة في حوار سياسي بناء لإيجاد حل دائم للصراع في المنطقة وتحقيق الاستقرار والسلام لشعب دارفور.















