في منطقة مسافر يطا جنوب الخليل في الضفة الغربية المحتلة، قرر الناشط الإسرائيلي إيال شاني أن يكون الدرع الواقي الأخير للرعاة الفلسطينيين الذين يتعرضون للهجمات العنيفة من قبل المستوطنين الإسرائيليين. تم تجهيز إيال شاني بكاميرا صغيرة على قميصه لتوثيق هذا العنف والتصدي له، حيث يعتبر أن وجودهم هناك يحمي الفلسطينيين من استخدام القوة ضدهم ويسلط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان.
يزور شاني مجتمعات مسافر يطا بشكل متكرر، وهذه المنطقة تضم مجموعة من 19 قرية فلسطينية تعيش فيها عائلات الرعاة وتعتمد على رعي الأغنام لقوتها. يروي أحد الرعاة تجربته مع هجمات المستوطنين، حيث تعرضت والدته المسنة للضرب في منتصف الليل، مما خلق جو من الخوف والرعب بينهم.
يشير الناشط إيهود كرينيس إلى أن الناشطين الإسرائيليين لم يعدوا كافيين لمواجهة المستوطنين الذين يحصلون على دعم من أعضاء في الحكومة الإسرائيلية الأكثر يمينية على الإطلاق. يتواجد نحو 490 ألف مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية، وتعتبر المستوطنات الإسرائيلية غير قانونية من وجهة نظر الأمم المتحدة.
على الرغم من جهود النشطاء الإسرائيليين والفلسطينيين في التصدي للاستيطان والعنف، إلا أن المستوطنين يفلتون من العقاب بشكل غير مقبول. يسجل مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية العديد من الهجمات التي ترتكبها المستوطنين بشكل يومي، دون تحملهم لأي عواقب قانونية.
في ظل هذه الظروف الصعبة، يبذل الناشطون جهودًا كبيرة لمساعدة الأسر الفلسطينية المتضررة. فمثلما حضر إيهود كرينيس مع مجموعة أخرى لتقديم المساعدة لعائلة الراعي الفلسطيني، تعتبر هذه الزيارات لهم نسمة من الهواء النقي ودعمًا معنويًا لا يقدر بثمن بالنسبة للعائلات المتضررة.
أما على صعيد المجتمع الدولي، فيجب مواجهة القضايا المتعلقة بالاستيطان الإسرائيلي وحقوق الإنسان في الضفة الغربية بقوة، والعمل على تحقيق العدالة وتحميل المسؤولين عن الانتهاكات مساءلة عادلة. يجب احترام القوانين الدولية وضمان حقوق الفلسطينيين والعيش الكريم للجميع دون تمييز.














