Summarize this content to 2000 words in 6 paragraphs in Arabic
كدت مجموعة من الدراسات العلمية خلال السنوات الأخيرة أهمية تكليف الأطفال أعمالاً منزلية منذ سن مبكرة، مشيرة إلى أن هذا الأمر يُمكن أن يُؤدي إلى تعزيز صحتهم النفسية، وزيادة تفاعلهم مع الأسرة، ومع زملائهم وأصدقائهم، كما يجعلهم أكبر تحملاً للمسؤولية واهتماماً بالتفاصيل.
ونقلت صحيفة «تلغراف» البريطانية عن مؤلفة إحدى هذه الدراسات، وهي طبيبة الأطفال والأستاذة في كلية الطب بجامعة فيرجينيا، الدكتورة ريبيكا شارف، قولها: «لقد وجدنا أن الأطفال الذين يؤدون الأعمال المنزلية كانوا أكبر ميلاً إلى بناء علاقات إيجابية بأقرانهم، وتكوين صداقات بسهولة، ومساعدة زملائهم في الفصل، وكانوا محبوبين أكثر من غيرهم».
وأضافت شارف: «من المفيد للأطفال أن يروا أنفسهم مساهمين فاعلين في المنزل، فالمسؤولية والمثابرة والاهتمام بالتفاصيل التي يكتسبونها خلال أدائهم المهام الصغيرة تساعدهم أيضاً على تعلم مهام أكبر».
السعادة والنجاح في العمل
وكشفت دراسة أخرى بارزة، أُجريت على مدار 85 عاماً في «مركز هارفارد للبحث العلمي»، وجود صلةٍ وثيقةٍ بين أداء المهام المنزلية خلال الطفولة والسعادة الشخصية والنجاح المهني في الكبر.
ووجد الباحثون أن المسؤوليات المنزلية ساعدت الأطفال أيضاً على تعزيز الثقة بالنفس وتقدير الذات، بالإضافة إلى تربية أشخاص يتمتعون بأخلاقيات أفضل في العمل وتعاطف أكبر مع الزملاء.
تعزيز الذاكرة والتركيز
وجدت دراسة أجرتها جامعة «لا تروب» الأسترالية أن الأعمال المنزلية التي تتطلب مهارات حركية، مثل الطبخ أو الزراعة، مفيدة بشكل خاص؛ إذ تُعزز الذاكرة والتركيز، بل وتدعم نمو الدماغ.
أداء المهام المنزلية في الطفولة يزيد السعادة الشخصية والنجاح المهني في الكبر (رويترز)
البداية من سن صغيرة
تؤكد الدكتورة جورجيا كروناكي، المحاضرة الأولى في علم الأعصاب التنموي بجامعة «سنترال لانكاشير»، أهمية بدء تكليف الأطفال مهام منزلية في سن صغيرة جداً.
وأضافت: «الأطفال الصغار لديهم قدرات أكبر مما نظن. يستطيع طفل في الثانية من عمره مطابقة الجوارب، ويستطيع طفل في الرابعة من عمره تفريغ الغسالة، ويستطيع طفل في الثانية عشرة من عمره غسل سيارة».
وتتفق الدكتورة شارف مع هذا، فهي تنصح الأطفال من جميع الأعمار بالمساعدة في أعمال المنزل.
وتقول: «يمكن للأطفال اكتساب مهارات وكفاءات تُسهم في إعالة أسرهم منذ نعومة أظفارهم، عبر المساعدة في جمع الألعاب أو رفع الطعام عن الطاولة».
وتضيف: «بطرق بسيطة، يمكن تعليم الأطفال أنهم جزء قيّم من أسرهم، وأن لديهم ما يُقدمونه».
إلا إن الدكتورة باتريشيا بريتو، اختصاصية علم النفس التربوي، تُحذر بأن الأعمال المنزلية «ينبغي ألا تُغني عن اللعب أو التعلم أو الراحة، وهي أمور شديدة الأهمية لتعزيز نمو الطفل أيضاً».
“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}