بعد رحيل الشاعر السعودي الكبير الأمير بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود، تلاشت إحدى قنديل الشعر العربي المضيئة التي كانت تنير طريق الفنانين والعشاق على حد سواء. ولقد كان البدر شاعرًا فريدًا واستثنائيًا، حيث استوعب أدوات الشعر ببراعة خاصة وتمكن من الوصول إلى قمة الكلمة التي كان يرسمها بشغف الفنان وقدرة الشاعر. ولد البدر في عام 1948م، وعاش مع تحولات القصيدة والأغنية السعودية، وأسس مدرسة إبداعية خاصة به تجعله من بين رواد الشعر المحكي في المملكة العربية السعودية.
وبلغ الأمير بدر بن عبدالمحسن ذروة مسيرته الشعرية عندما حصل على تكريم ملكي استثنائي من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حيث منحه وشاح الملك عبد العزيز تقديرًا لإسهاماته الكبيرة في مجال الشعر والأدب. واُقيم معرض لأعماله الكاملة في الرياض الذي ضم خمسة دواوين مطبوعة تحمل توقيعه، وقد تم ترجمتها إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية لنقل تجربته الشعرية إلى العالمية.
شكل الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن أيقونة ثقافية فنية شعرية سعودية مجددة على مدار أكثر من أربعة عقود، حيث ساهم في تعزيز الثقافة السعودية وتاريخها في مجال الفن على مستوى العالم العربي، وخلق لها أبعادًا شاملة في مجال الغناء داخل المملكة وخارجها. تم تكريمه من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) نظير إسهاماته الفنية الثقافية الفريدة.
نشأ الأمير بدر بن عبد المحسن في بيت يحب العلم والأدب، حيث كان والده مهتمًا بالعلم والأدب. درس الأمير بدر في مصر وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وعُيِّن في منصب رئيس الجمعية السعودية للثقافة والفنون ورئيسًا لتنظيم الشعر في المملكة. وكان الأمير البدر مؤلفًا موهوبًا لعدد كبير من القصائد المغناة التي أصبحت جزءًا من التراث الشعبي السعودي.
واشتهر الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن بلقب “مهندس الكلمة” و”البدر”، وكان له دور كبير في تطوير الأغنية السعودية وكتابة كلمات عدة أغاني مشهورة. وقدم الأمير بدر نحو 250 قصيدة، حيث كانت أولى قصائده المغناة هي قصيدة “عطني المحبة” التي غناها الفنان طلال مداح، وعُرف أيضًا بتقديم أمسيات شعرية داخل المملكة وخارجها. وقد تم تكريمه من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود تقديرًا لإسهاماته الكبيرة في مجال الثقافة والفنون.
