بعد وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان في حادث سقوط مروحيتهما بالقرب من حدود أذربيجان، تتجه الأنظار إلى الدستور الإيراني لمعرفة الإجراءات التي يجب اتباعها في حال شغور منصب الرئاسة. تاريخياً، واجهت إيران حالات فراغ رئاسي في الماضي، وتتصدر الآن توجهات البلاد من إعلان الحداد إلى البحث عن خليفة للرئيس الراحل.
وفي العام 1981، تنحى أول رئيس لإيران بعد الثورة، أبو الحسن بني صدر، بسبب عدم الأهلية السياسية، وتم تعيين النائب الأول للرئيس في تلك الفترة لتسيير شؤون البلاد. وقد تكرر هذا السيناريو في نفس العام عندما تعرض الرئيس الراحل محمد علي رجائي لاغتيال بتفجير حقيبة مفخخة، مما أدى إلى حدوث فراغ رئاسي جديد.
وتنص المادة 131 من الدستور الإيراني على أن يتولى النائب الأول للرئيس منصب الرئاسة في حالة شغور المنصب، وفي الوقت الحالي يشغل محمد مخبر منصب نائب الرئيس. وبعد موافقة المرشد الأعلى على توليه مهام الرئيس، سيقوم بتشكيل لجنة تضم زعيم البلاد المؤقت ورئيس البرلمان ورئيس السلطة القضائية لوضع الترتيبات اللازمة لانتخاب رئيس جديد خلال فترة انتقالية تستمر 50 يومًا.
في الأحد الماضي، تعرضت مروحية تقل الرئيس الراحل رئيسي وعدد من المسؤولين إلى حادث بعد مشاركتهم في افتتاح سد على حدود أذربيجان. وأعلن التلفزيون الرسمي الإيراني عن توجيه فرق الإسعافات الأولية إلى مكان الحادث، بينما أعلن الحرس الثوري الإيراني تحديد موقع الهبوط الاضطراري للمروحية التي كانت تقل الرئيسي ومسؤولين آخرين. سقوط المروحية أسفر عن وفاة الرئيس رئيسي ووزير خارجيته، مما أدى إلى تفاقم الأزمة السياسية في إيران.
تتصاعد الآن التحضيرات لانتخاب رئيس جديد لإيران خلال الفترة الانتقالية التي يجب أن تستمر لمدة 50 يومًا وفقًا للقانون الدستوري. ومن المتوقع أن يلتئم زعماء البلاد لتحديد الخطوات التي يجب اتخاذها لضمان سير الانتخابات بسلاسة وديمقراطية. ستكون هذه الفترة حاسمة لمستقبل إيران ولتحديد الوجهة السياسية التي ستسلكها البلاد في الفترة القادمة بعد وفاة الرئيس رئيسي في حادث مروحية مأساوي.
بشكل عام، يواجه الشعب الإيراني الآن فترة من الغموض وعدم الاستقرار السياسي بعد وفاة الرئيس رئيسي ووزير خارجيته في حادث مروحية مأساوي. ومع اقتراب البلاد من انتخاب رئيس جديد، يجب على الشعب الإيراني والقادة السياسيين الوحدة والتضامن للتغلب على هذه الأزمة وضمان استمرارية الحكم الديمقراطي والاستقرار السياسي. إن تحديد الخطوات التالية بعناية وتوضيح الدور الذي سيقوم به كل من النائب الأول للرئيس وزعماء البلاد في هذه الفترة الحرجة سيكون أساسيًا لتجنب أي تعثرات قد تؤثر على مستقبل إيران.














