تظاهر الآلاف من أنصار الحزب الاشتراكي الإسباني في محيط مقر الحزب بالعاصمة مدريد، تضامنا مع رئيس الحكومة بيدرو سانشيز. وردد المتظاهرون شعارات تطالب سانشيز بالاستمرار في مهامه على رأس الحكومة وتندد بمحاولات الانقلاب التي يقودها المحافظون واليمين عبر مؤسسات القضاء والإعلام. وكان سانشيز قد أعلن تعليق أنشطته السياسية بعد إكمال جولة أوروبية لإقناع بعض الدول الأوروبية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقال إنه يفكر في الاستقالة بعد فتح تحقيق بحق زوجته.
وقد أثار قرار سانشيز بالتفكير في الاستقالة موجة من الانقسامات في إسبانيا، حيث شكك بعض المقربين منه في هذا الإعلان، بينما أعربت غالبية الأمينة العامة للحزب عن دعمها له وحثته على البقاء في منصبه. واتهم زعيم الحزب الشعبي اليميني سانشيز بتقديم “مسرحية”، في حين اعتبرت مجموعات من اليمين المتطرف أنه يسعى للحصول على تأييد لم يتمتع به.
هذه الأحداث أدت إلى اضطرابات سياسية داخل الحكومة الإسبانية، وسط تصاعد التوترات بين الأحزاب المختلفة. وفي ظل هذا الوضع، اتخذت عدة شخصيات سياسية مواقف متباينة حيال الأزمة التي يمر بها سانشيز، حيث دعت بعضها إلى بقاء سانشيز في منصبه ودعمه، بينما اعتبر آخرون أنه يجب على سانشيز أن يستقيل وإجراء الانتخابات مرة أخرى.
في الوقت نفسه، تشير تقارير وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن سانشيز لم يعلن عن قراره النهائي بعد، وقد يعتمد على طرح الثقة في البرلمان ليظهر أن حكومته لا تزال تحظى بالدعم الكافي للبقاء في المنصب. وتتزايد المخاوف في إسبانيا من تداعيات هذه الأزمة السياسية على الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد.
وفي سياق متصل، يواجه سانشيز انتقادات شديدة من الأحزاب المعارضة واليمين المتطرف بتهمة إرادة البقاء في السلطة بأي ثمن، ويتهمونه بتحويل الأزمة القائمة إلى “مسرحية” لكسب التأييد السياسي. وهذا يجعل الوضع أكثر تعقيدا في ظل تأزم الأوضاع السياسية والاقتصادية في إسبانيا.















