يعاني منتسبو قطاع محو الأمية في اليمن من تعرضهم لتعبئة من قبل الحوثيين، حيث أجبروا حوالي 5700 موظف ومتعاقد والآلاف من الدارسين على الالتحاق بمعسكرات صيفية لتعليمهم أفكاراً طائفية. يترأس هذه الحملة زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، وهي تنفذ حسب توجيهاته ومخرجات اجتماع ترأسه شقيقه يحيى بدر الدين الحوثي والقيادي أحمد الكبسي. الهدف من هذه الحملة هو تحويل مراكز محو الأمية من أماكن لتعلم القراءة والكتابة إلى أماكن للتعبئة وتلقين الفكر.
وتستمر هذه الحملة كجزء من سلسلة استهدافات سابقة ضد منتسبي قطاع محو الأمية، حيث حرمت الحوثيين الآلاف منهم في السنوات السابقة من نصف رواتبهم وقاموا بإجبارهم على حضور دورات تعبوية. الهدف من هذه الحملة هو غسل أدمغة المنتسبين والتأثير عليهم بأفكار متطرفة، مما دفع ببعضهم للانسحاب من الدورات حتى لا يتأثروا بمذهبية الجماعة.
كما أكدت منظمات حقوق الإنسان ومنظمات غير حكومية وجمعيات تعليمية الضرر الذي تسببت فيه الحملة الحوثية بارتفاع أعداد الأميين في المناطق التي تحت سيطرتها، حيث بلغت نسبة الأمية 29.2% من إجمالي السكان الذين تبلغ أعدادهم ملايين. كما تسببت الحرب وسياسات الحوثيين في ارتفاع نسبة الأمية من 45% إلى أكثر من 65% خلال السنوات الأخيرة.
في هذا السياق، اضطر مئات الموظفين اليمنيين في قطاع التعليم وجهاز محو الأمية إلى مواجهة ظروف صعبة بسبب سلوك الحوثيين وانقطاع الرواتب وتحريف المناهج. يتحدث العاملون عن مصادرة الدعم المقدم لمراكز محو الأمية وايقاف المحفزات المقدمة للملتحقين ببرامج محو الأمية بالإضافة إلى تحويل بعض مدارسها إلى ثكنات عسكرية.
تعتبر جهاز محو الأمية الذي تأسس في صنعاء عام 1990 من الأجهزة الأساسية التي تسعى لتعليم القراءة والكتابة ورفع مستوى الوعي بين الفئات العمرية ما بين 10 إلى 40 سنة. وتتضمن أنشطته عدداً من البرامج التوعوية والصحية والمهارية للرجال والنساء. وبفعل الأوضاع الراهنة في اليمن، يعاني هذا القطاع من تراجع حاد في جودة التعليم بسبب الحرب وتدخل الجماعات المسلحة في العملية التعليمية.
من خلال فرضها لدورات تعبوية، تسعى الحوثيون لتأثير على الأفكار والمعتقدات لدى المنتسبين في قطاع محو الأمية وتجنيدهم لأفكارها المتطرفة. تبقى هذه الحملة جزءاً من سياساتهم التدريجية للتأثير على المجتمع وتشويه الوعي الجماعي من خلال تعبئة الأفراد وتوجيههم نحو فكر معين يخدم أجندتهم السياسية والطائفية.
