زهرة جويا، الشابة الأفغانية التي تعيش في لندن، تحاول جاهدة تسليط الضوء على الوضع الصعب الذي تواجهه النساء والفتيات في أفغانستان تحت حكم طالبان. تأسست وكالة الأنباء “روخشانا ميديا” التي أسستها زهرة لتوثيق قصص النساء والفتيات الأفغانيات والتي تروي حالات الانتهاكات الوحشية لحقوق المرأة. فريق زهرة الصغير من المراسلين يكتب قصصاً عن تدهور الرعاية الصحية وعدم سماح الفتيات بالتعليم والاعتداء على النساء وزيادة نقص الغذاء.
المرأة في أفغانستان تواجه واقعاً مأساوياً تحت حكم طالبان، حيث يتعرضن للتهجير والعنف والحرمان من التعليم وفرص العمل. زهرة تعبر عن قلقها الشديد حيال سلامة فريق الصحافة الذين يعملون من داخل أفغانستان ويتعرضون للخطر، وتروي تجربتها مع تهديدات والديها من طالبان والتحديات التي تواجهها في تواصل معهم. تعتبر زهرة أن الصحافة لها دور كبير في تغيير الأوضاع وإلقاء الضوء على الظلم بمواجهة التهديدات والصعوبات.
بعد فرار زهرة وعائلتها من طالبان في أغسطس 2021، يعيشون الآن في لندن كلاجئين، حيث يواجهون تحديات جديدة بالتأقلم في بيئة غريبة وبناء حياة جديدة. تعاني زهرة من الحزن والصدمة والشعور بالذنب لأنها وجدت الأمان بينما يعاني الملايين في أفغانستان، وتحاول بكل جهدها مواصلة تقديم الدعم للنساء والفتيات الأفغانيات. تذكر زهرة بمعاناة عائلتها المنقسمة إلى نصفين وصعوبة تفكيك العقد العائلية.
تواجه زهرة وعائلتها تهديدات من طالبان وترهيبهما منذ فرارهما، حيث تم اعتقال والدها واستجوابه بسبب عملها، وقد عبر والداها الحدود إلى باكستان بعد التهديدات، لكنهما ما زالا يواجهان مخاطر الترحيل إلى أفغانستان. تشعر زهرة بالقلق على سلامة فريق الصحافة الذين يعملون سراً وبشكل مستمر في أفغانستان، وتحاول بكل جهدها الاستمرار في تقديم التغطيات والتقارير للنساء والفتيات الأفغانيات.
تعاني زهرة وعائلتها من عدم وجود تأكيدات على مستقبل الصحافة الأفغانية، مثل “روخشانا ميديا”، التي تعتمد على التمويل الدولي لاستمرار العمل. تواجه زهرة تحديات كبيرة في تأمين التمويل الطويل الأجل لمواصلة الدعم للنساء الأفغانيات ونشر قصصهن. تشير زهرة إلى أهمية دور الصحافة في التغيير والتوعية وإلقاء الضوء على الظلم والانتهاكات التي يتعرض لها الناس في أفغانستان تحت حكم طالبان.
