في إشارة إلى تهديدات تلقاها من قبل مسؤولين روس وأمريكيين، أكد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان أنه لن يتراجع عن واجبه في تحقيق العدالة وملاحقة المتورطين في جرائم الحرب. ورداً على انتقادات روسية وليبية بسبب تقاعسه في التصدي للهجوم الإسرائيلي على غزة، أكد خان أنه لن يسمح لأي تهديدات بتأثير عمله أو عمل المحكمة.
في مايو 2023، وضعت روسيا كريم خان على قائمة المطلوبين بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال ضد الرئيس فلاديمير بوتين بسبب دوره في ترحيل أطفال من أوكرانيا. كما أصدرت المحكمة تحذيرًا لأي شخص يهدد بالانتقام منها أو من موظفيها، مؤكدة أن هذه الإجراءات قد تعتبر اعتداء على مسار العدالة. وتأتي هذه الخطوات بعد تقارير تشير إلى استعداد المحكمة لإصدار مذكرات اعتقال ضد أعضاء بارزين في الحكومة الإسرائيلية بسبب دورهم في الحرب المستمرة على غزة.
خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، عبر السفير الروسي عن شكوكه في فعالية عمل كريم خان، مما جعله يطرح تساؤلات حول مدى تأثر القضاء الدولي بالقوى السياسية الكبيرة. وعلى الرغم من هذه الانتقادات، أكد خان عزمه على الاستمرار في النضال من أجل العدالة والضحايا، موضحاً أن القانون سيبقى الخيار الأول في مواجهة التهديدات الشخصية والضغوط السياسية.
وفي ختام كلمته، أكد خان على أنهم لن يرضخوا لتهديدات أو ضغوط أو محاولات لتأثير على عملهم، مشدداً على ضرورة مواصلة النضال من أجل العدالة وعدم الاستسلام للقوى ذات التأثير والنفوذ الكبير. وأكد على أن مهمتهم ستستمر بالنزاهة والاستقلالية، وسيظلون ملتزمين بتحقيق العدالة والمحاسبة لكل من ارتكب جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان.
بالنظر إلى التهديدات التي تلقوها من قبل روسيا والولايات المتحدة، أكد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية على استعدادهم لمواجهة هذه التهديدات والتحديات بكل قوة وصلابة. ورفض أي محاولة للتأثير على استقلالية المحكمة أو تهديد موظفيها، معبراً عن ثقته في قدرته على تحقيق العدالة ومحاسبة المتورطين في جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان بكل دقة ونزاهة.
ولا تزال المحكمة الجنائية الدولية ملتزمة بمواصلة عملها والنضال من أجل تحقيق العدالة لجميع الضحايا، بغض النظر عن الضغوط السياسية أو التهديدات الشخصية التي تواجهها. ومع تزايد أعداء المحكمة والمحاولات للنيل من مصداقيتها، فإن الإصرار على مكافحة الظلم والفساد يظل هدفاً رئيسياً للمدعي العام وفريقه، بغية تحقيق العدالة والمساواة لجميع الضحايا دون استثناء.














