تشير الفوائد التربوية والتعليمية الهائلة للألعاب الإلكترونية إلى ضرورة استخدامها بشكل صحيح، حيث إن استخدامها بشكل مفرط يمكن أن يؤدي إلى آثار سلبية كبيرة. من بين المخاطر الشائعة تأتي آفة الإدمان على الألعاب الإلكترونية العنيفة التي تشجع على العدوانية وتزرع الغل والانتقام في المستخدمين، مما يؤدي إلى حالة من العزلة والانفصال عن الواقع. كما تقطع هذه الألعاب التواصل الاجتماعي بين أفراد الأسرة وتزيد من الأنانية، مما يؤثر على الروح المبادرة والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية، ويؤدي أحيانًا إلى تأخير أداء الواجبات وحتى الصلوات المفروضة.
بالإضافة إلى الآثار النفسية السلبية، تواجه الألعاب الإلكترونية مخاطر أمنية تتضمن فقدان الخصوصية نتيجة اللعب الجماعي مع لاعبين مجهولين وجماعات متطرفة، وقد يتم استغلال الأطفال للحصول على معلومات شخصية أو بيانات حساسة مثل كلمات المرور. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تحتوي بعض الألعاب الإلكترونية على ملفات ضارة تتسبب في إلحاق ضرر بالأجهزة والبيانات المخزنة عليها، مما يجعل الحماية والوقاية ضرورية للأطفال والشباب.
يجب على الأسرة والدولة تحمل مسؤوليتها في حماية الأطفال من مخاطر الألعاب الإلكترونية والإدمان عليها، من خلال توجيههم ومراقبة نوعية الألعاب التي يختارونها والزمن المخصص للعبها. ينبغي توجيه الأطفال للتشديد على العلاقات العائلية والتواصل السليم مع غيرهم على الإنترنت، إضافة إلى الحرص على عدم التحدث إلى أشخاص مجهولين فيما يتعلق بالمعلومات الشخصية أو العائلية. ويجب على الحكومة والجهات الأمنية متابعة الحسابات المشبوهة وتحديد العقوبات للمخالفين.
تتطلب حماية الأبناء من مخاطر الاستخدام السيئ للألعاب الإلكترونية تعاونًا شاملاً بين الأهل والدولة، وتنفيذ حملات توعية دائمة واستخدام التطبيقات الذكية لمراقبة أنشطة الأطفال على الإنترنت. ينبغي على الجهات الأمنية تحديد العقوبات بحق أي شخص ينتهك قوانين الألعاب الإلكترونية والأمن الإلكتروني، للحفاظ على سلامة الأبناء وتوجيههم نحو استخدام آمن ومسؤول للتكنولوجيا والألعاب الإلكترونية. في النهاية، يتعين على الجميع الوعي بخطورة الإدمان على الألعاب الإلكترونية واتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية الأجيال القادمة.















