تعرضت المعايير التي يتعرض لها الجمهور للمحتوى الإعلامي والاتصالي في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي لتغييرات كبيرة، حيث أصبح الاهتمام بالأخبار الغريبة والطريفة والفضائح والعواطف الإنسانية هو المحور الرئيسي للتفاعل. يتم تشكيل سلوكيات التعرض لهذا المحتوى بناء على عدة عوامل مثل العوامل الديموغرافية والنفسية والاقتصادية، بالإضافة إلى السياق الثقافي والاجتماعي للمجتمع. يظهر الجمهور رغبة في الهروب من الواقع اليومي الممل والكئيب نحو عوالم بديلة مثيرة تحقق احتياجاته ورغباته.
تشهد الشبكات الاجتماعية تغيرات في سلوكيات الجمهور في جميع أنحاء العالم، حيث يتفاعل هؤلاء المستخدمون مع المحتوى بشكل متشابه، سواء كان ذلك من حيث التصنيع أو الاستهلاك. تتغير اهتمامات الجمهور بسرعة كبيرة وتنوعت، وأصبحت الثقافة البصرية هي اللافتة في عالمنا الحديث. يتطور سلوك الجمهور بناءً على هذه العوامل المختلفة، التي تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل الأفكار والمواقف تجاه المحتوى الإعلامي والاتصالي.
تبدو ظاهرة الهروب من الواقع إلى واقع بديل يحقق تطلعات الجمهور ملحوظة، إذ يسعى الأفراد إلى تجنب تفاصيل الحياة اليومية المملة والكئيبة والمزعجة. يختار الجمهور التفاعل مع المحتوى الذي يلبي رغباته ويوفر له متنفسًا يجعله يبتعد عن الضغوط والتوتر. يتحول هذا الهروب من الواقع إلى حالة استسلام تؤثر على مقاييس القيم والأخلاق التي تهم الفرد، وبالتالي تزداد الحاجة إلى محتوى يثير الإثارة والتشويق والتأزيم.
يركز الجمهور على متابعة المشاهير الذين يقدمون محتوى يتركز على الغرابة والطرافة والفضائح والعواطف الإنسانية، حيث يبحثون عن تجربة ترفيهية تخرجهم من روتين الحياة اليومية. يعكس هذا التفاعل الحاجة الشديدة للهروب والتسلية التي يبحث عنها الجمهور، والتي يمكن تحقيقها من خلال الالتفات إلى عوالم غير واقعية تجذب تفاعلهم واهتمامهم بشكل كبير.
بينما يتواصل الجمهور مع المحتوى الإعلامي والاتصالي المنتشر على الشبكات الاجتماعية، تظهر علامات الاستسلام لهذا النمط الجديد من التفاعل. يواجه الأفراد تحديات في تحديد الأولويات بين المهم والأكثر أهمية، ويجدون صعوبة في تصنيف المحتوى بين القيم والتفاهة، مما يؤدي إلى زيادة الحاجة إلى طرق تسلية وتفريغ للانفعالات والتوتر الناتج عن حياتهم اليومية.
تعمل الشبكات الاجتماعية على تعزيز ظاهرة الهروب والتسلية من الواقع عبر تقديم محتوى يحقق توقعات الجمهور، ويوفر لهم فرصة للاستجماع والتشغيل. يتطلب هذا النوع من المحتوى تفاعلًا مستمرًا ومتنوعًا من الجمهور، مما يدفع الشركات والمسوقين إلى تحديث استراتيجياتهم لمواكبة هذه الاحتياجات وتقديم ما يثير إعجاب الجمهور ويحافظ على انخراطهم.
