أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن استعداده لبدء النقاش حول إنشاء دفاع أوروبي يشمل السلاح النووي، معلنا أن فرنسا مستعدة للمساهمة في دفاع الأراضي الأوروبية بشكل عام. وأكد ماكرون خلال حوار مع شبان أوروبيين في ستراسبورغ أن النقاش يجب أن يتضمن الدفاع عن بلدان القارة الأوروبية بشكل شامل، بما في ذلك الدفاع المضاد للصواريخ والسلاح النووي.
وأشار ماكرون إلى أن الدفاع الأوروبي ينطوي على نشر دروع مضادة للصواريخ لصدها وردع السلاح النووي، مع النظر إلى وضع جميع الخيارات على الطاولة لضمان حماية المصالح الأوروبية بشكل فعال. وأوضح أن المبدأ الفرنسي يسمح باستخدام السلاح النووي في حال تعرض مصالحها للتهديد، مشيرا إلى أن هناك بُعدا أوروبيا لهذه المصالح.
وفي سياق متصل، دعا ماكرون إلى بناء دفاع أوروبي موثوق به يضمن “أوروبا قوية”، مشددا على ضرورة أن يكون الدفاع الأوروبي جنبا إلى جنب مع حلف شمال الأطلسي (ناتو) في مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة، بما في ذلك التهديد الروسي الذي زاد بعد بداية حرب أوكرانيا في عام 2022.
وأكد ماكرون أن الردع النووي يشكل جزءا أساسيا من الاستراتيجية الدفاعية الفرنسية، وبالتالي الأوروبية، مشيرا إلى أهمية بناء قدرات عسكرية أوروبية قادرة على التدخل في الأزمات التي تطرأ في المنطقة، خاصة في ظل تغيرات الأوضاع الدولية والتهديدات الأمنية المتزايدة.
وفي إطار جهود إنشاء دفاع أوروبي مستقل، أعلن وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو عن خطة لتشكيل قوة تدخل أوروبية تكون جاهزة بحلول عام 2025، مشيرا إلى أن العديد من الأزمات التي تشهدها المنطقة لا تناسب الناتو وتتطلب قيادة أوروبية مستقلة.
ومنذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أصبحت فرنسا الدولة الوحيدة في الاتحاد التي تمتلك ردعا نوويا، مما يجعل دعوات ماكرون لتعزيز الدفاع الأوروبي أكثر أهمية ويجب أن تلقى تأييدا واسعا في القارة العجوز.















